مع التدهور المستمرّ في واقع الرعاية الصحية في سوريا خلال السنوات الماضية، وتزايد صعوبة الوصول إلى الخدمات الطبية من مختلف الجوانب، برزت الحاجة الملحّة إلى حلول رقمية فعّالة تتناسب مع خصوصية المجتمع السوري وتحدياته.
في هذا السياق، برزت Hiro Health عام 2020 كأوّل شركة ناشئة في سوريا تعمل في مجال التكنولوجيا الصحية، بهدف تقديم حلول رقمية متكاملة تُسهم في تحسين الواقع الطبي ورفع جودة الرعاية الصحية إلى جانب تعزيز تجربة المريض وتمكينه من الوصول الآمن والفعّال إلى الخدمات الصحية.
التأثير المباشر ل Hiro Health على الرعاية الصحية في سوريا.
لم تكن Hiro Health مجرد منصة رقمية للخدمات الصحية، بل شكّلت نقلة نوعية حقيقية في طريقة تقديم وتلقيّ الرعاية الطبية. تميّزت بمقاربة شاملة أعادت تنظيم العلاقة بين المريض والطبيب وغيّرت آليات العمل داخل العيادات والمستشفيات.
بهذا النهج الكامل، ساهمت Hiro Health في إحداث تحوّل ملموس في الواقع الصحي، يمكن تلخيصه في ثلاثة محاور رئيسية:
- إدارة رقمية فعّالة للعيادات والمستشفيات:
شكّلت Hiro Health بنية تقنية أساسية تم دمجها ضمن نظم إدارة المستشفيات والعيادات. ساعدت هذه البنية على تفعيل الإدارة الرقمية للسجلّات الطبية وربط مختلف الأقسام الطبية والإدارية ضمن نظام موحّد. اعتمدت المنصة على تقنيات حديثة مثل البلوك تشين لضمان أمن البيانات الطبية وسرّيتها وساهمت في أتمتة العديد من العمليات الروتينية، مثل جدولة المواعيد، توثيق الفحوصات وتبادل التقارير الطبية، مما أدّى إلى رفع كفاءة المؤسسات الصحية وتحسين جودة الخدمات المقدّمة.
- تسهيل وصول المرضى إلى الخدمات الصحية:
ساهمت Hiro Health في تقليص الفجوة بين المريض ومقدّم الرعاية الصحية، من خلال تقديم خدمة الاستشارات الطبية عن بعد في أي وقت ومن أي مكان.
هذا النموذج أتاح للمرضى، خاصةً في المناطق النائية أو خلال الأزمات الصحية مثل جائحة COVID-19، الوصول إلى أطباء مختصين دون الحاجة إلى التنقل أو الانتظار الطويل. وبذلك، تجاوزت Hiro Health العديد من التحديات الجغرافية والاجتماعية وأسهمت في جعل الرعاية الصحية متاحة لجميع المرضى.
- رفع كفاءة الأطباء وتحسين جودة العمل:
ساهمت Hiro Health في تعزيز كفاءة الأطباء من خلال تقديم أدوات رقمية متكاملة لتنظيم العمل داخل العيادات وإدارة العلاقة مع المرضى.
أتاحت الشركة من خلال تطبيقاتها إمكانية جدولة المواعيد إلكترونياً وتوثيق البيانات الطبية بشكل رقمي، مما مكّن الأطباء من التركيز بشكل أكبر على الجوانب السريرية وتحسين جودة الرعاية المقدّمة للمرضى.
التحديات التي واجهت Hiro Health في تطبيق حلولها الرقمية.
واجهت Hiro Health خلال عملها على تغيّير القطاع الصحي في سوريا العديد من التحديات، واستطاعت رغم ذلك الاستمرار في تقديم أفضل الحلول الرقمية الممكنة متغلّبة على كل تلك العقبات، والتي كان أبرزها:
- ضعف الثقافة الرقمية:
اصطدمت جهود Hiro Health بعقبة أساسية وهي ضعف الوعي التقني لدى كل من الأطباء والمرضى، حيث لم تكن مفاهيم مثل الأتمتة أو السجلّات الصحية الإلكترونية مألوفة في بيئة العمل الطبي التقليدية، مما استلزم توعية وتدريب متكرر لضمان الاستخدام الفعّال للتطبيقات.
- عقبات تقنية وبنية تحتية محدودة:
شملت العقبات التقنية عدة جوانب، منها محدودية سرعة الإنترنت واستقراره، عدم توفّر حواسيب أو أنظمة تشغيل ملائمة في كثير من العيادات، بالإضافة إلى صعوبة في دمج الأنظمة الجديدة ضمن بيئة تفتقر إلى أي قاعدة بيانات طبية رقمية سابقة.
- محدودية التقبل المؤسسي للتغيّير:
لم تقتصر التحديات على الجانب التقني فحسب، بل ظهرت أيضاً مقاومة داخل بعض المؤسسات الطبية لاعتماد أنظمة رقمية حديثة، إما بسبب الخوف من التغيّيرأو التمسّك بالأنماط الإدارية التقليدية، مما أعاق في بعض الحالات تطبيق الحلول الرقمية بسلاسة.
كيف ترى Hiro Health مستقبل الرعاية الصحية في سوريا؟
تتطلّع Hiro Health إلى زيادة التحوّل الرقمي ضمن القطاع الصحي في المنطقة، من خلال إدخال أحدث التقنيات الرقمية وأدوات الذكاء الاصطناعي لتحسين جودة الخدمات الصحية. كما تهدف إلى تعزيز التكامل بين المؤسسات الصحية من خلال شراكات استراتيجية إقليمية تدعم النهوض بالنظام الصحي في سوريا.
بناءً على ذلك، تسعى الشركة إلى توسيع خدماتها لتشمل منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بهدف تطوير الرعاية الصحية على نطاق إقليمي أوسع.
بدأت Hiro Health كفكرة رائدة تحمل رؤية واضحة للنّهوض بالواقع الصحي في سوريا. وعلى الرغم من التحديات الكبيرة التي واجهها الفريق على أرض الواقع، نجحت الشركة في تجسيد نموذج رقمي حديث للرعاية الصحية، يعمل وفق معايير عالمية تتماشى مع التوجّهات الرقمية المعتمدة في الأنظمة الطبية المتقدّمة.
فهل أصبحنا الآن مستعدين للتحوّل الرقمي الكامل في سوريا؟