هل تستعمل الموبايل في السرير قبل النوم مباشرة؟ لعلّك تتفقد الانستجرام Instagram لبعض الوقت، ومن ثم الفيسبوك Facebook قليلاً، وبعض الوقت في تطبيق تويتر Twitter لتقرأ آخر التغريدات، وربما تلك المدونة Blog المفضلة لديك والتي تنشر مواضيع تهمك، لتجد الساعة فجأة قد تخطت الثالثة أو الرابعة فجراً، واقترب موعد استيقاظك المزعوم من النوم.
إذا كنت هذا الشخص، فإليك الحل: توقّف عن إدخال هاتفك إلى غرفتك في وقت النوم. إن الشاشات المتوهّجة في الظلام تدمّر قابلية النوم، والحل الوحيد إذا كنت من ضعيفي الإرادة هو ترك الموبايل خارج الغرفة.
أعلم أن هذا الاختيار صعب، لكننا جميعاً نحتاج لأن نشحن أنفسنا بالنوم، وترك الموبايل خارج الغرفة يساعدنا بذلك، لكن لماذا وكيف؟ تابع المقالة.
الضوء الأبيض يخلخل توازن الدماغ
إن الدماغ البشري مصمم للاستجابة لضوء الشمس، فالتركيبة الكيميائية للجسم البشري تتضمّن الاستيقاظ من النوم عند شروق الشمس والذهاب إلى النوم عند حلول الظلام. لكن ببساطة، الضوء الاصطناعي يخلخل هذا التوازن الطبيعي.
إن هاتفك هو مصدر ضوء أبيض اصطناعي تضعه في وجهك بشكل مباشر ليلاً وسط ظلام غرفتك قبل الخلود إلى النوم، وهذه العملية تقوم بخلخلة التوازن الكيميائي لدماغك الذي سيفهم أنه لم يحن وقت النوم بعد.
في دراسة أجريت في عام 2013 في معهد رينسلار للفنون المتعددة Rensselaer Polytechnic Institute، طلبوا من 13 مشارك أن يستخدموا تابلت Tablet لمدة ساعتين قبل النوم. وجد الباحثون أن أولئك الذين قاموا بارتداء نظارات برتقالية (التي تقوم بفلترة الضوء الأزرق) كان لهم نسبة أكبر من افراز مادة الميلاتونين مقارنة بأولئك الذين لم يستعملوا النظارات.
مادة الميلاتونين تفرزها الغدة الصنوبرية في الظلام وهي مسؤولة عن تنظيم الايقاع الحيوي، وهي التي تسبب الشعور بالنعاس.
على أي حال، أنت لست بحاجة لشراء تلك النظرات، هنالك خيار قد يساعدك قليلاً وهو تشغيل الوضع الليلي Night Mode في أندرويد Android أو في آيفون iPhone. لكن في النهاية، تبقى الطريقة الأسهل هي عدم ادخال الهاتف للغرفة قبل النوم من الأساس.
عقلك سيبقى مشوّشاً
تخيل نفسك في عام 2001 مثلاً وأنت في السرير، وقد خطر لك سؤال ما، أو استفسار بخصوص أي شيء، هل ستنهض من سريرك لتحاول الإجابة عن سؤالك بتفقّد الكتب أو الجرائد أو اجراء اتصال هاتفي؟ الجواب هو على الأغلب لا.
أما اليوم، يمكنك بكل بساطة البحث عن سؤالك على الانترنت بالتقاط هاتفك دون النهوض من سريرك، وبعدها قد تضغط على بعض المواضيع الفرعية، ثم تتفقد الفيسبوك والتويتر ليمرّ الوقت دون أن تشعر ودون أن تنام.
البحث عن الأسئلة والتفاعل مع الاشعارات والتنقل بين التطبيقات، بالإضافة إلى ضوء الهاتف المقابل لوجهك، جميعها نشاطات وأمور تبقي دماغك متفاعلاً. الحل ببساطة هو عدم إدخال الهاتف إلى الغرفة وتأجيل تلك النشاطات إلى اليوم التالي.
الكتب الالكترونية
من الرائع حقاً أن تقوم بقراءة كتاب قبل النوم، بل إن هذا الأمر في الحقيقة يساعدك على النعاس والنوم بشكل أفضل. طبعاً أنا أتكلم عن الكتب الورقية وليس الالكترونية، لأن الكتب الالكترونية ببساطة هي فكرة غير جيدة قبل النوم.
الكتب الالكترونية بشكل عام ممتازة، وترتبط بها العديد من الميزات الرائعة كمزامنة الكتب بين الموبايل والحاسوب، تسجيل الملاحظات فوراً وترجمة الكلمات بشكل لحظي. لكن ببساطة، هي فكرة سيئة قبل النوم.
جميع تلك الميزات لا تبرر التضحية بنومك من أجلها. هناك مشكلة الضوء، ومشكلة التنقل فجأة بين التطبيقات والتفاعل مع الاشعارات. من الأفضل تجنب تلك الأشياء والقراءة من كتاب ورقي، أو يمكنك القراءة من جهاز Kindle.
إن هذا الجهاز يعمل بشاشة E-ink والتي تبدو للعين تقريباً كما تبدو الورقة، فالضوء الصادر عنه “لطيف” بأكبر شكل ممكن، وليس متوهجاً.
بالإضافة لذلك، هذا الجهاز لا يتيح لك التنقل بين تطبيقات التواصل الاجتماعي، بل هو مصمم للقراءة فقط، وهو ما يجعله رائعاً. لكن احذر أن تخلط بينه وبين Kindle Fire، وذلك لأن Kindle Fire هو تابلت Tablet عادي.
الموبايل هو المنبّه!
أنا أعلم بماذا تفكر. بدون هاتفك لن تستطيع الاستيقاظ في اليوم التالي (هذا إذا نمت من الأساس)، وذلك لأنك تستخدم المنبّه في الموبايل. سأقول لك بكل بساطة: اشتر منبه.
مع أنها أصبحت “موضة قديمة”، لكن أليس من الجميل استرجاع هذه الموضة وإعادة احياءها؟ المنبه التقليدي رخيص جداً، وبعضهم يحتوي على راديو، من المؤكد وجود بعض محطات الراديو الجيدة القريبة منك.
أعرف أن الموبايل يحتوي على راديو كذلك، لكن الفكرة ليست في الراديو، وإنما بتجنّب الضرر الناتج عن استخدام الموبايل. حاول تطبيق هذه النصيحة لمدة 3 أيام فقط، وأخبرنا بالنتيجة.