لا زالت أصداء قرار الحظر الأمريكي الذي وقّعه الرئيس دونالد ترامب تتردد بين قطاعات شركة هواوي Huawei الصينية التي وجدت نفسها خلال الأسابيع الماضية قد فقدت معظم شركائها الأمريكيين.
فبعد أن اضطرت الشركة إلى التخلي عن قطاع الكابلات البحرية، كانت الشائعات تدور حول ظهور أضرار بشكل واضح على قطاع الهواتف المحمولة، وهو القطاع المرشّح أصلاً لأن يستقبل النسبة الأكبر من الضرر.
وبحسب التقارير الأخيرة التي انتشرت مؤخراً والتي تناقلتها كبرى وكالات الأنباء والمواقع التقنية حول العالم، فإن هواوي قد قررت تخفيض وربما إيقاف إنتاج بعض هواتفها.
كانت الأخبار تبدو منطقية نوعاً ما نظراً إلى فقدان هواوي لعقود التعاون والصفقات الموقعة مع الشركات الأمريكية التي لها دور حاسم في صناعة الهواتف المحمولة، مثل جوجل Google المطوّر الخاص بنظام الأندرويد.
أضف إلى ذلك فإن الشركة فقدت صفقات التعاون مع شركة ARM التي تعمل على منح رخصة استخدام معماريتها في معالجات Kirin المستخدمة في هواتف هواوي.
وبالتالي كان من المنطقي أن الشركة تتجه الآن لتكون أكثر حذراً في إنتاج بعض الهواتف المحمولة التي قد تصطدم بعقبات البيع والتصريف في الأسواق العالمية في ظل الحظر المفروض.
لكن هذا لم ولن يحدث في المستقبل القريب بحسب هواوي نفسها، والتي اضطر متحدث باسمها إلى الخروج للعلن ليعلن أن الأخبار المتناقلة حول هذا الموضوع غير صحيحة.
بحسب كلام المتحدث باسم الشركة فإن معدلات إنتاج الهواتف المحمولة مستمر على طبيعتها كما كانت قبل قرار الحظر، ولا توجد أية خطة في الوقت الحالي للتعديل على تلك المعدلات والكميات.
تحدثت العديد من التقارير السابقة عن أن الشركة قد تجهّزت خلال الفترة الماضية لقرارات الحظر المتوقعة، وأنها أخذت بعض الاحتياطات في ادخار بعض القطع والأجهزة التي تحتاجها في عملية تصنيع الهواتف المحمولة.
في حين ادعت بعض الأخبار أن بإمكان هواوي الاستمرار لمدة 3 أشهر في عملية إنتاج الهواتف المحمولة من الكميات المدخرة بعد بدء تنفيذ الحظر، لذلك من المستبعد أن تكون الشركة قد استسلمت بعد أقل من شهر على قرار الحظر.
ومع ذلك، فإن استمرار قرار الحظر الأمريكي وعدم التوصل لصفقة تجارية كبرى بين الصين والولايات المتحدة، فإن ذلك من شأنه أن يحول هذه الشائعات إلى حقيقة واقعية خلال الأشهر القادمة.