على الأغلب فإن الجميع قد سمع بمشاكل وفضائح فيسبوك facebook التي هزّت أركان الشركة الضخمة بشكل عنيف، على الأقل من الناحية الإعلامية ومن جهة ثقة المستخدم بالشبكة.
حيث أدت فضيحة فيسبوك إلى استجواب الرئيس التنفيذي مارك زوكربيرج في جلسة استماع في الكونجرس الأمريكي، ودفعت أيضاً بالعديد إلى تنظيم حملة لحذف حسابات وصفحات فيسبوك الشخصية.
بالمقابل لم تقف الشركة مكتوفة الأيدي أمام كل هذه الأزمات، فقامت بصياغة قواعد جديدة للنشر على فيسبوك، وعلّقت عمل أكثر من 200 تطبيق غير ملتزم بقوانين حماية خصوصية البيانات.
في الحقيقة يمكن الاعتراف أن فيسبوك استطاعت بشكل أو بآخر تجاوز الأزمة العنيفة، والأهم من هذا حافظت على الثقة الممنوحة لها من قبل ملايين المستخدمين.
بغض النظر عن النتائج الجيدة التي تحققها الشركة اليوم، لكن السؤال الأبرز كيف أثرت الأزمة الأخيرة على فيسبوك عندما كانت في ذروتها؟
وفقاً لدار الأوراق المالية العالمية Goldman Sachs واستناداً إلى البيانات التي جمعتها شركة الأبحاث ComScore فإن الشهر الماضي وفي خضم الفضيحة كانت الأمور تتحول لصالح الشركة وليس ضدها!
حيث شهد فيسبوك زيادة بنسبة 7٪ في عدد مستخدمي التطبيق على الهاتف المحمول في الولايات المتحدة، وارتفع عدد المستخدمين في البلاد إلى 188.6 مليون مستخدم.
بالإضافة إلى ذلك، ارتفع الوقت الذي يقضيه كل مستخدم على تطبيق فيسبوك للهاتف المحمول وذلك بشكلٍ يومي.
أما الإعلانات التي تُعتبر مصدر الربح الرئيسي للشركة، فعلى ما يبدو لم تتأثر بالفضائح الأخيرة، حيث عادت نسبة استهداف الإعلانات على فيسبوك إلى الارتفاع مباشرةً بعد انتهاء آثار الفضيحة.
مما يشير إلى أن إزالة 583 مليون حساب مزيف على الموقع لم يقلل من مدى وصول الإعلانات التي تدفع ثمنها الشركات.
لا بل إن الإعلانات على فيسبوك حققت نسبة وصول إلى المستخدمين أكبر من الأيام التي سبقت حدوث الفضيحة وقبل أن تصل أخبار أزمة الشركة إلى وسائل الإعلام.
من الناحية الاقتصادية، لم تستطع أسهم الشركة مقاومة أخبار الفضيحة، فانخفضت إلى مستويات متدنية خلال أزمة الشركة، لكن سرعان ما استعادت عافيتها بشكل غريب في الفترة الأخيرة.
حيث كان سعر سهم الشركة عند مستوى 185.09 دولار أمريكي قبل وقوع الفضيحة بيوم واحد، وخلال الأزمة انخفض المستوى ليصل 149.02 دولار أمريكي.
لكن الأمر لم يحتاج إلى الكثير من الوقت حتى تعود الأمور كما كانت، إذ كان سعر سهم الشركة 182.68 دولار أمريكي مع إغلاق الأسواق يوم الجمعة الماضي.
هذا يعني أن قيمة فيسبوك قد انخفضت بنسبة 1.3٪ فقط خلال أسوأ فترة من الأيام التي واجهتها الشركة على الإطلاق!