أسبوع كارثي للعملات الرقمية، بهذه الكلمات يمكن تلخيص حالة التدهور التي ضربت سوق العملات الرقمية مؤخراً حيث انخفضت قيمة عملة البيتكوين لما دون مستوى 8500$ مما دفع بالمستثمرين إلى دق ناقوس الخطر فيما يتعلق بمستقبل العملات الرقمية، حيث يعتبر هذا المستوى هو الأقل منذ شهر تشرين الثاني الماضي.
باقي العملات الرقمية مثل الايثريوم Ethereum والريبل Ripple ولايتكوين Litecoin فقدت مابين 20 إلى 30 بالمئة من قيمتها، لكن التحول الأكبر كان لدي البيتكوين التي وصلت إلى مستوى 19783$ في السابع عشر من شهر كانون الأول الماضي نهاية العام، وذلك بعد أن انطلقت من مستوى 800$ فقط في شهر كانون الثاني في بداية عام 2017، هذا العام الذي يُوصف بالذهبي لعملة البيتكوين عندما وصل الاستثمار بالعملة إلى أعلى مستوياته وذهب البعض للمخاطرة بعقاراتهم أو مدخراتهم المالية في هذا المجال.
وتأتي هذه الضربات المالية في الوقت الذي تخوض فيه العملات الرقمية حرباً مع حكومات بعض الدول في موضوع تشريع التعامل بها، فالحكومة الهندية قالت مؤخراً بأنها لا تعتبر عملة البيتكوين من الأمور القانونية في البلاد، أما الأخبار الآتية من كوريا الجنوبية فتبشر بمشروع قانون جديد يمنع التعامل بالعملات الرقمية على كامل مستوى البلاد، وكذلك فإن محاولات الصين للتضييق على العملات الرقمية والمستثمرين ليست جديدة.
وحتى موقع فيسبوك Facebook، يبدو وكأنه يتجه في طريق جديد ليعتمد سياسات الدول السابقة بعد أن قام بحظر كامل الإعلانات المتعلقة بالتعامل بالعملات الرقمية كجزء من سياسة جديدة تتبعها إدارة الموقع في محاربة الأخبار المزيفة ومحاولة التحسين من تجربة تصفح الموقع لدى الجميع.
لكن مع كل هذه الأمور، يبدو أن النهاية ليست قريبة، فالهوس المتعلق بالاستثمار بالعملات الرقمية لا يزال موجوداً حتى يومنا هذا، حيث أعلنت شركة سامسونج في وقت سابق من هذا الأسبوع أنها ستدخل في مجال تصنيع المعالجات المصممة خصيصاً لتعدين العملات الرقمية، كما أن أسعار البطاقات الرسومية ازدادت في الوقت الأخير بشكل ملاحظ بسبب زيادة الطلب عليها من قبل العاملين في مجال التعدين، لذلك يبدو وكأننا سننتظر لفترة أخرى من الوقت قبل أن نحكم على مستقبل العملات الرقمية.