تتميز شركة سامسونج Samsung الكورية بأنها صاحبة المركز الأول في العالم فيما يتعلق بقوة شركات الهاتف المحمول من حيث القدرة الإنتاجية والبيع وحصة السوق.
حيث حافظت الشركة على مركزها الأول في الربعين الماضيين من العام الحالي رغم تعرّضها لواحدة من أسوأ موجات تراجع المبيعات بالإضافة لفقدانها لنسب مقلقة من الحصة السوقية في أسواق كبيرة مثل الصين.
بالنسبة لشركة هواوي Huawei الصينية فالأمر كان معاكساً تماماً، حيث أثبتت الشركة قدرتها الكبيرة على الوصول إلى مراكز متقدمة جداً في الترتيب العالمي لشركات الأجهزة المحمولة.
واستطاعت الشركة هذا العام تحقيق إنجاز كبير وهام بوصولها إلى المركز الثاني في إحصائيات الربع الثاني من العام الحالي وكذلك الربع الثالث منه وعلى حساب منافس كبير جداً بحجم شركة آبل Apple الأمريكية.
وعلى ما يبدو فإن شركة هواوي اعتبرت نفسها أنها قد تجاوزت شركة آبل وسبقتها، وبالتالي فإن هدف الشركة التالي هو سامسونج والمركز الأول الذي تحتله.
هذه الأهداف تحدّث عنها Richard Yu الرئيس التنفيذي لقسم الأجهزة الاستهلاكية في هواوي في مقابلة مع وكالة CNBC، وقال أن شركته قد تقترب كثيراً من سامسونج في العام القادم 2019.
لكن الخطة تهدف إلى الوصول إلى المركز الأول وتجاوز سامسونج بحلول عام 2020 وبالتالي ستصبح هواوي الشركة الأولى عالمياً في سوق الهواتف والأجهزة المحمولة.
يبدو هذا الكلام ممكناً من الناحية النظرية بسبب قوة الشركة الفعلية والشعبية الكبيرة التي تمتلكها أجهزة هواوي في الفئتين المتوسطة والرائدة.
على سبيل المثال استطاعت الشركة لفت الأنظار إليها بقوة عند إعلانها عن عائلة هواتف Mate 20 التي تميّزت بمواصفات جديدة وقوية مثل الكاميرات الثلاثية والشحن اللاسلكي العكسي والبصمة المدمجة بالشاشة.
لكن من الناحية العملية وعند النظر إلى وضع الشركات الأخرى فإن الأمر ليس بهذه السهولة، على الأقل بالنسبة لسامسونج التي بالتأكيد لن تقف مكتوفة الأيدي ولن تقدّم المركز الأول لمنافستها الصينية بهذه السهولة.
مع التذكير بأن المنافسة والضربات الموجعة قد لا تأتي فقط من المنافسين الخارجيين مثل آبل وسامسونج، بل قد تأتي من المنافسين المحليين وأفضل مثال على ذلك شركة شاومي Xiaomi التي وصلت إلى المركز الرابع عالمياً وهدفها الدخول ضمن المراكز الثلاثة الأولى مستقبلاً.
أضف إلى ذلك فإن شركة هواوي تعاني الآن من مشكلة كبيرة نتيجة عدم السماح لها بالدخول إلى الولايات المتحدة، الأمر الذي يحرمها من التنافس مع سامسونج وآبل في السوق الأمريكي الذي يُعد واحداً من الأسواق الأساسية في العالم.
شركة هواوي كانت قد وعدت قبل سنوات بتجاوز شركة آبل، ومن الواضح أن الشركة قد وفت بوعدها ووضعت آبل خلفها رغم بعض أصوات السخرية والتشكيك التي سمعتها عند إعلانها عن هذا الهدف.
وبالتالي من الخطأ التعامل مع وعود الشركة بالوصول إلى المركز الأول بكثير من التساهل والاستخفاف، ووحدها الأيام وربما السنوات القادمة ستكشف عن قوة الشركة وقدرتها على تحقيق هدفها الجديد.