طالب رئيس الوزراء الكندي Justin Trudeau من سفير كندا في الصين John McCallum تقديم استقالته بشكل فوري، وقال رئيس الوزراء أنه قبل استقالة السفير وإعفاءه من مهامه الدبلوماسية.
ويعود سبب هذه الإقالة الجبرية إلى مجموعة من التصريحات التي أدلى بها السفير الكندي مؤخراً في قضية اعتقال ابنة مؤسس شركة هواوي Huawei الصينية في كندا في نهاية العام الماضي.
حيث اعتقلت السلطات الكندية في ذلك الوقت Meng Wanzhou المديرة المالية في شركة هواوي في كندا بناءً على طلب من سلطات إنفاذ القانون الأمريكية، وتم توجيه تهمة الاحتيال للمديرة المالية المعتقلة.
خدمت Meng في مجلس إدارة شركة مقرها هونج كونج تدعى Skycom، والتي يُزعم أنها قامت بأعمال تجارية مع إيران بين عامي 2009 و 2014.
وقد عملت البنوك الأمريكية مع شركة هواوي في هذا الوقت، لذلك تم انتهاك العقوبات على إيران بشكل غير مباشر وتم توجيه تهم التزوير والاحتيال لـ Meng بسبب هذه القضية، وبحسب ما ورد كان لدى Skycom اتصالات مع شركة هواوي.
تفاعلت هذه القضية بشكل كبير جداً ووجهت الحكومة الصينية مجموعة من الاتهامات للحكومة الكندية بسبب هذا الاعتقال غير المبرر، في حين رفضت الصين بشكل قاطع تسليم المديرة المالية إلى الولايات المتحدة.
مؤخراً، قام السفير الكندي في الصين بتقديم تصريحات اعتُبرت مثيرة للجدل، حيث قال أن بلاده لديها معارضة قوية لتسليم المعتقلين، الأمر الذي لم يعجب حكومة الولايات المتحدة التي طالبت بتسليم المديرة المالية.
وقال السفير أن لدى المديرة المالية مجموعة من الحجج القوية التي ستقدّمها أمام القاضي في المحكمة والتي تمنع تسليمها إلى حكومات أخرى مثل حكومة الولايات المتحدة.
وتابع السفير بتصريحاته وقال أن الاعتقال الأخير كان بدوافع سياسية، وتسبب بالكثير من المتاعب لحكومة بلاده التي رأت نفسها فجأة وسط أزمة دبلوماسية بين عملاقي التجارة العالميين الشرقي والغربي.
وتُعد كندا واحدة من أقوى حلفاء الولايات المتحدة في العالم، الأمر الذي يجبرها على التفكير بتسليم المديرة المالية إليها بحسب الاتفاقيات والتفاهمات الموقعة بين الجانبين، في حين ترفض الصين رفضاً قاطعاً محاكمة مواطنتها في أميركا.
وكانت تلك القضية قد تسببت بأزمة دبلوماسية حادة بين الجانبين الكندي والصيني في الفترة الأخيرة، حيث ردّت الصين بقيامها باعتقال مواطنين كنديين في البلاد بعد فترة قصيرة من اعتقال المديرة المالية.
وتمثّل إقالة السفير الكندي في الصين تحولاً هاماً في تلك القضية والتي على ما يبدو أصبحت معقدة إلى درجة كبيرة.
حيث لم يتراجع الضغط الأمريكي على هواوي واستمرت حكومة الولايات المتحدة بحربها التجارية على الشركة الصينية ومنعتها من تركيب معداتها في العديد من دول العالم بسبب اتهامات التجسس المزعومة لصالح الحكومة الصينية.