وصلت الشركة الصينية هواوي Huawei إلى ذروة نجاحها التجاري في سوق الهواتف المحمولة حول العالم حيث استطاعت التغلب على شركة آبل Apple في المبيعات في نتائج الربعين الأخيرين.
لكن هذا النجاح الكبير رافقه في الفترة الأخيرة سمعة سيئة سببت الكثير من الضرر للشركة، حيث شنّت الولايات المتحدة حرباً على الشركة الصينية متهمةً إياها بالتجسس لصالح الحكومة الصينية.
لم تقف حكومة الولايات المتحدة عند هذا الحد، بل حاولت جاهدةً خلال الفترة الماضية إقناع العدد الأكبر من الحكومات الحليفة بقطع العلاقات التجارية مع الشركة وحظر أجهزة ومعدات الاتصال الخاصة بهواوي.
حاولت هواوي بالمقابل العمل على إبعاد تهم التجسس عنها، وأكّدت مراراً وتكراراً أن عملها مستقل عن الحكومة الصينية وأنه لا يوجد أي مبرر لحظر أجهزتها في الدول الغربية.
لكن جهود الشركة تعرّضت لضربة قوية في بولندا بعد إثبات تهمة التجسس على أحد الموظفين التابعين لهواوي، الأمر الذي أحرج الشركة وأجبرها على طرد الموظف Weijing Wang.
وعلى الرغم من أن المسؤولين الأمنيين في بولندا كانوا قد أكدوا أن جريمة التجسس التي تم إثباتها لا ترتبط ارتباطاً مباشراً بشركة هواوي، ولكنها تؤكد جزئياً المخاوف التي كانت قد أثارتها الولايات المتحدة وحلفائها في الفترة الأخيرة.
وتأتي هذه الحادثة في وقت سيء جداً للشركة بسبب انعدام الثقة بين الحكومات الغربية وبين الشركة، أضف إلى ذلك بأن الحادثة الأخيرة لا تبعد كثيراً في الزمن عن حادثة اعتقال ابنة مؤسس الشركة في كندا بناءً على طلب أمريكي.
سيكون هنالك بالفعل عواقب محتملة للحادثة الأخيرة، حيث طلب Joachim Brudzinski وزير الشؤون الداخلية البولندي من الاتحاد الأوروبي ومنظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) تنسيق أي حظر محتمل على معدات هواوي.
في حين أن بولندا لا تزال ترغب في العمل مع الصين، أرادت الدول الرسمية توضيح مواقفها ومخاوفها من أعمال الشركة التي لم تعد تمتلك الثقة الكافية.
وستدفع الحادثة الأخيرة لمراجعة اتفاقيات بولندا مع هواوي في مشاريع بناء البنية التحتية الخاصة بشبكات الجيل الخامس، ولا نستبعد انضمام المزيد من الدول الأوروبية إلى قائمة الدول التي بدأت التفكير بتنفيذ الحظر على أجهزة ومعدات الشركة.