تقنيات ستجعلك لا تصدق أي شيء على الإنترنت

تقنيات الذكاء الاصطناعي تزيّف كل شيء

825

لطالما امتلأ الإنترنت بالمعلومات الخاطئة، ولكن على الأقل لم يكن من الصعب فصل الحقيقة عن الخيال بقليل من الجهد. أدى ظهور أدوات الذكاء الاصطناعي المتطورة إلى تغيير هذا الشيء إلى الأبد، مما جعل الشك أكثر أهمية من أي وقت مضى.

التزييف العميق:

تتضمن كلمة التزييف العميق deepfake مجموعة كاملة من التقنيات التي تشترك جميعها في استخدام الشبكات العصبية (العصبونية) للتعلم العميق لتحقيق أهداف فردية.

أصبح التزييف العميق deepfake اهتماماً عاماً عندما أصبح استبدال وجه شخص ما في مقطع فيديو أمراً سهلاً. لذلك يمكن لشخص ما أن يكون ممثلاً مع وجه رئيس الولايات المتحدة أو يستبدل فم الرئيس وحده ويجعله يقول أشياء لم يقلها قط.

لفترة من الوقت، كان يتعين على الشخص التدرب على انتحال الصوت، لكن تقنية التزييف العميق deepfake يمكنها أيضاً تزييف الأصوات.

يمكن الآن استخدام تقنية التزييف العميق deepfake في الوقت الفعلي، مما يفتح إمكانية قيام الأشخاص السيئين بانتحال شخصية شخص ما في مكالمة فيديو أو بث مباشر في الوقت الفعلي.

يجب التعامل مع أي دليل تراه على الإنترنت بشكل فيديو على أنه مزيف محتمل حتى يتم التحقق منه.

توليد الصور بالذكاء الاصطناعي:

تسببت مولدات الصور التي تعمل بالذكاء الاصطناعي في إثارة ضجة في مجتمع الفنانين بسبب جميع الآثار المترتبة على أولئك الذين يكسبون عيشهم كفنانين وما إذا كان الفنانون معرضون لخطر الاستبدال!

المشكلة الأكبر هي احتمال وجود معلومات مضللة بفضل هذه التقنية.

يمكن أن تنتج أنظمة توليد الصور بالذكاء الاصطناعي صوراً واقعية باستخدام مطالبات تستند إلى النص، أو إلى الصور، بغرض التلاعب.

على سبيل المثال، يمكنك مسح أجزاء معينة من الصورة الأصلية ثم استخدام تقنية تُعرف باسم الرسم الداخلي Inpainting لجعل الذكاء الاصطناعي يستبدل الجزء الممسوح من الصورة بأي شيء تريده.

من السهل إنشاء صور على جهاز الكمبيوتر باستخدام برنامج مثل Stable Diffusion أو توليد صور باستخدام الذكاء الاصطناعي بواسطة Midjourney.

إذا أردت أن تجعل الأمر يبدو وكأن شخصاً ما كان يحمل مسدساً حقيقياً بدلاً من لعبة، فهذا أمر تافه بالنسبة للذكاء الاصطناعي.

توليد الفيديو بالذكاء الاصطناعي:

إنشاء صور الذكاء الاصطناعي والتزييف العميق هي مجرد البداية. عرضت Meta (الشركة الأم لموقع فيس بوك Facebook) بالفعل إنشاء فيديو باستخدام الذكاء الاصطناعي AI، وعلى الرغم من أنه يمكن إنشاء بضع ثوانٍ فقط في كل مرة، فإننا نتوقع أن يتوسع طول الفيديو ومقدار التحكم الذي سيحظى به المستخدمون أضعافاً مضاعفة.

لطالما كان من السهل معالجة الفيديو قبل أن يصبح إنشاء الفيديو بالذكاء الاصطناعي ممكناً. ومع ذلك، لا يمكنك الآن الوثوق بأي فيديو تراه على الإطلاق.

الرد التلقائي بالذكاء الاصطناعي AI Chat Bots:

عندما تدخل في محادثة مع دعم العملاء، فأنت تتحدث إلى آلة وليس إلى إنسان. تعد تقنية الذكاء الاصطناعي (وطرق البرمجة التقليدية) جيدة بما يكفي لإجراء محادثات معقدة، خاصة إذا كانت في نطاق ضيق مثل الحصول على بديل الضمان أو إذا كان لديك سؤال تقني حول شيء ما.

يعد التعرف على الصوت أيضاً في حالة متقدمة. بمجرد إطلاق الروبوتات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي على منصات وسائل التواصل الاجتماعي، تصبح احتمالية حملات التضليل المنسقة ذات العواقب الواقعية عالية.

لكي نكون منصفين، لطالما واجهت منصات الوسائط الاجتماعية مثل تويتر Twitter مشكلة مع بوتات الرد التلقائي، ولكن بشكل عام كانت هذه الروبوتات غير متطورة.

يمكنك إنشاء شخص مختلق على وسائل التواصل الاجتماعي يخدع أي شخص تقريباً. يمكن حتى استخدام التقنيات الأخرى التي ذكرناها في هذه المقالة لإنشاء الصور والصوت والفيديو لإثبات أن كل شيء حقيقي.

كتّاب الذكاء الاصطناعي:

نذهب إلى الإنترنت للحصول على معلومات للتعرف على العالم ومعرفة ما يجري حوله. يعتبر الكتاب البشريون (أي نحن!) مصدراً رئيسياً لتلك المعلومات، لكن كتّاب الذكاء الاصطناعي أصبحوا جيدين بما يكفي لتقديم أعمال ذات جودة مماثلة.

تماماً كما هو الحال مع فناني الذكاء الاصطناعي، هناك جدل حول ما إذا كانت هذه البرامج ستحل محل الأشخاص الذين يكتبون لكسب لقمة العيش.

إذا كان بإمكانك إنشاء وجه حقيقي، وإنشاء بوت شخصي لوسائل التواصل الاجتماعي، وإنشاء فيديو وصوت يبرزان شخصك المختلق، يصبح من الممكن استحضار منشور كامل بين عشية وضحاها.

تعد مواقع الأخبار المشكوك فيها مصدراً لمعلومات مضللة مقنعة للعديد من مستخدمي الإنترنت، ولكن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي مثل هذه يمكن أن تزيد من حدة هذه المشكلة.

مشكلة كشف التزييف:

هذه التقنيات ليست مشكلة فقط لأنها تفتح طرقاً جديدة لسوء الاستخدام، بل إنها أيضاً مشكلة لأن اكتشاف التزييف قد يكون صعباً.

لقد وصل التزييف العميق بالفعل إلى النقطة التي يجد فيها الخبراء صعوبة في تقرير ما هو مزيف وما هو ليس كذلك.

هذا هو السبب في أنهم يكافحون النار بالنار ويستخدمون تقنية الذكاء الاصطناعي لاكتشاف الصور التي تم إنشاؤها أو التلاعب بها، من خلال البحث عن علامات فارقة غير مرئية للعين البشرية.

سيعمل هذا لفترة من الوقت، ولكنه قد يؤدي أيضاً إلى إنشاء سباق تسلح غير مقصود للذكاء الاصطناعي والذي قد يدفع بشكل مثير للسخرية التقنيات التي تنشئ محتوى مزيفاً إلى مستويات أعلى من الدقة.

الإستراتيجية الوحيدة العاقلة بالنسبة لنا كبشر هي افتراض أن أي شيء نراه على الإنترنت يجب التعامل معه على أنه مزيف حتى يثبت العكس، ما لم يكن من مصدر تم التحقق منه.

This website uses cookies to improve your experience. We'll assume you're ok with this, but you can opt-out if you wish. Accept