موقع فيسبوك هو أكبر شبكة اجتماعية الكترونية على مستوى العالم، يضم ما يزيد عن 2 مليار مستخدم نشط يتفاعلون مع بعضهم البعض عبر الصفحات والمجموعات والحسابات الشخصية، وهو ما يجعل الموقع الوجهة الأولى لأي شخص يرغب بالتواصل مع الأصدقاء والعائلة.
لكن الزيادة الهائلة بعدد المشتركين بالموقع كان له جانب مظلم عانى منه القسم الأعظم من روّاد الموقع ألا وهو نوعيّة المنشورات التي تظهر في التحديثات اليومية في الصفحة الرئيسية.
لمحاولة حل المشكلة سيبدأ الموقع قريباً باتباع خوارزمية جديدة لانتقاء المنشورات التي ستظهر للمشتركين حيث سيركّز في المقام الأول على أنشطة أفراد العائلة والأصدقاء على حساب المنشورات الإعلانية للعلامات التجارية.
وهذا ما أكّده المدير التنفيذي للموقع Mark Zuckerberg بعد أن لاحظ زيادة هائلة بأعداد المنشورات ومقاطع الفيديو الإعلانية التابعة لصفحات كبرى تجارية وجدت في الموقع أفضل أداة تجارية إعلانية.
ووعد Mark Zuckerberg بأن أي مشترك سيبدأ برؤية عدد أقل بكثير من هذه المنشورات، وأوضح قائلاً:
“أعتقد أن المشتركين سيقضون وقت أقل على الموقع بعد تطبيق التغييرات الجديدة، لكن بالمقابل سيكون هذا الوقت أكثر قيمة وفائدة، وهذا أفضل لمجتمعنا ولمشروعنا على المدى الطويل”
https://www.facebook.com/zuck/posts/10104413015393571
تغييرات رائعة بالفعل، لكن هذا سيخلق تحدي حقيقي أمام إدارة المواقع للموازنة بين الهدف الأساسي المتمثل بالتواصل والتفاعل مع الأصدقاء وما بين الحفاظ على المصالح التجارية للمستثمرين والأرباح السنوية.
فموقع بحجم فيسبوك يحقق عائدات ضخمة من الإعلانات ومن فرض رسوم على الصفحات لا سيما الكبيرة منها للحصول على رؤية أكبر للمنشورات الخاصة بهم بين جمهور الموقع، فإذا بالغت إدارة الموقع بتقييد هذا النوع من المنشورات في تحديثات الصفحة الرئيسية فسيؤدي ذلك إلى منفعة مالية أقل، وهو ما نستبعده تماماً على أية حال.
يذكر أن فيسبوك قد واجه في الفترة الأخيرة الكثير من الانتقادات والاتهامات في الولايات المتحدة الأمريكية بعد ادعاءات باستعمال منشورات الموقع كأداة لنشر الأخبار الوهمية والمزيفة في الانتخابات الأمريكية الأخيرة من قبل بعض القراصنة الروس، مما وضع سمعة إدارة الموقع على المحك ودفعتها لإجراء هذه التغييرات السريعة.
ننتظر باهتمام كبير خوارزميات انتقاء منشورات الصفحة الرئيسية حتى تصبح تحت العمل لنرى فيما إذا كانت تغييرات حقيقية أم مجرد وعود، خاصةً مع وصول تجربة تصفح الموقع إلى أدنى مستويات الرضا والقبول من قبل شريحة واسعة جداً من الجمهور هذه الأيام.