لماذا ستفشل هواوي في سوق الهواتف المحمولة بدون جوجل؟

جميع الحلول المتاحة أمام الشركة لا تبشّر بالخير

489

تُعتبر الأخبار الصادرة من ليلة الأحد والتي تفيد بأن شركة جوجل Google ستلتزم بأمر من الحكومة الأمريكية وستعلّق تعاونها مع شركة هواوي Huawei واحدة من أكثر اللحظات إثارة في تاريخ نظام الأندرويد Android.

بدأت هواوي التي تُصنّف على أنّها أكبر بائع للهواتف المحمولة في الصين مشوارها هذا العام بنمو هائل ونتائج قياسية في المبيعات، حيث استطاعت الشركة الصينية أن تتجاوز شركة بحجم آبل Apple وكانت في طريقها لإزاحة سامسونج Samsung من عرشها في المركز الأول.

لكن الآن كل الأمور تغيّرت، ولا يبدو أن هواوي ستكون قادرة على الحفاظ على مركزها المتقدم بدون الحصول على دعم جوجل ونظام الأندرويد، ولن تحقق الشركة أهدافها لا في هذا العام ولا العام القادم ولا في أي تاريخ آخر.

هنالك احتمال أن يكون هذا كله مجرد تكتيك قصير من إدارة الرئيس ترامب لبث الذعر في الشركة الصينية ومن خلفها حكومة بكين، حيث يحاول الرئيس أن يُظهر للحكومة الصينية استعداده لاتخاذ إجراءات صارمة.

لكن هنالك احتمال أيضاً أن تبقى هواوي في القائمة السوداء الخاصة بالولايات المتحدة إلى أجل غير مسمّى، مما يؤدي إلى ظهور مجموعة واسعة من السيناريوهات الخاصة بهواوي، والتي لا يبشّر أيّ منها بمستقبل مشرق للشركة.

مع استمرار قرار الحظر، ستفقد هواوي اتفاقية الترخيص الخاصة بها مع جوجل لتوفير خدمات متجر التطبيقات الخاص بالأندرويد وخدمات Google Play وتحديثات الأندرويد على أجهزة وهواتف هواوي الجديدة.

لن يتأثر العملاء الحاليون بقرارات الحظر المطبقة على الخدمات، لكن بسبب عدم وجود تعاون بين جوجل وهواوي فإن هواتفهم لن تحصل على أية تحديثات أخرى لنظام التشغيل.

وما ينطبق على هواتف هواوي سينطبق على هواتف Honor وهي شركة فرعية مملوكة بالكامل لشركة هواوي، مما يزيد عدد الهواتف والأجهزة المتأثرة بالحظر الأخير حول العالم.

لا يزال لدى هواوي خيار استخدام مجموعة المصادر المفتوحة لنظام الأندرويد، لكن جوجل كانت تعمل تدريجياً على تقليص جميع المكونات الجذابة بعيداً عن مشروع AOSP.

حيث تعتمد تجربة الأندرويد الكاملة اليوم – والتي تتميز بخرائط جوجل و تطبيق يوتيوب YouTube والأهم من ذلك النظام البيئي الكامل لتطبيقات الأندرويد التابعة لجهات خارجية – على موافقة جوجل على الترخيص.

وطالما أن هذه الموافقة ليست بحوزة هواوي فإن صناعة الهواتف المحمولة ستتأثر لدى الشركة إلى حد بعيد لا يمكن تخيّله، ولن تكون الشركة قادرة على التسويق لمنتجاتها – في السوق الأوربي مثلاً – دون نظام بيئي متكامل كما لدى المنافسين.

في الصين، تعمل هواتف هواوي بالفعل بدون متجر Play وخدمات جوجل وذلك لأن جوجل غير متواجدة أساساً في السوق الصيني.

لكن على الرغم من ذلك ستجد هواوي أن جميع منافسيها المحليين مثل شاومي Xiaomi و أوبو Oppo قد حصلوا على الإصدار التالي من نظام الأندرويد بينما سيتعين على الشركة المسكينة انتظار إتاحة التحديث على مشروع AOSP.

يتوقع البعض أن هواوي لن تبقَ تحت رحمة القسم مفتوح المصدر من نظام الأندرويد، وستغامر في الاعتماد على نفسها في تطوير نظام تشغيل للهواتف المحمولة.

في الحقيقة فإن النظام البديل قد يكون جاهزاً بالفعل وقد جرى تطويره على مدى السنوات الماضية وهذا أمر لا تخفيه الشركة، كما أن بيان الشركة يوم الأمس لمّح بوضوح إلى هذا الحل.

لكن التجارب الماضية لا تبشّر هواوي بالخير أبداً، وجميع المحاولات التي فكّرت بمنافسة جوجل ونظام الأندرويد الخاص بها قد باءت بالفشل.

نتذكّر هنا أنظمة Windows Phone و Palm OS و MeeGo و Symbian و Bada (فيما بعد Tizen) و BlackBerry OS والتي هي الآن مجرد جثث لأنظمة تشغيل ميتة أو تتجه في طريق الموت، والبعض منها تم العمل عليه من قبل شركات عملاقة مثل شركة بحجم مايكروسوفت Microsoft.

عندما تقرر هواوي استعمال نظامها الخاص ستجد صعوبة هائلة في إقناع المستخدمين بشراء هواتف تعمل بنظام لا أحد يعلم عنه شيء، ثم ستجد صعوبة أكبر في إقناع المطورين للبدء بصناعة برامج خاصة بالنظام الجديد.

فإذا لم تتمكن شركة بحجم أمازون Amazon بكل ما تملكه من نفوذ وتأثير من إنجاح مشروع Amazon Appstore فإن فرصة نجاح هواوي تكاد تكون معدومة، وهذا أمر تعرفه هواوي جيداً حيث اعترفت سابقاً بأنها تفضّل العمل مع جوجل على المغامرة بنظام جديد.

وبما أن مصائب قوم عند قوم فوائد، فإن سامسونج تبدو مرتاحة للأزمة الحالية بعد أن هددتها هواوي بانتزاع مركزها الأول وبعد أن خسرت الشركة الكورية الكثير من حصتها في سوق الهواتف المتوسطة.

حتى الشركات الصينية الأخرى مثل شاومي لن تتمكّن من إخفاء فرحتها بهذه الأزمة التي ستساعدها على الوصول إلى المثلث الذهبي في عالم صناعة الهواتف المحمولة مع سامسونج وآبل بعد أن تسقط هواوي منه.

هنالك أمل وحيد أمام هواوي للتخلص من هذه الورطة الكبيرة، وهو حدوث اتفاق دولي كبير تعود فيه الشركة الصينية إلى حضن جوجل، وحتى يحدث هذ الأمر فإن مستقبل الشركة بأكمله في موضع التهديد.

مقالات قد تعجبك:

ما التكلفة المتوقعة لتحويل المنزل إلى منزل ذكي؟
لماذا لا تدوم بطارية اللابتوب كما تعلن عنها الشركة المصنعة؟
لماذا لا تحتاج محركات الأقراص في حواسيب ماك Mac إلى إلغاء التجزئة؟
كيفية بث الألعاب مباشرةً على يوتيوب؟
كيفية صناعة مقاطع فيديو يوتيوب وما الأدوات اللازمة لذلك؟

This website uses cookies to improve your experience. We'll assume you're ok with this, but you can opt-out if you wish. Accept