لا يمكن وصف الحالة السيئة التي وصلت إليها شركة هواوي Huawei الصينية خلال الأيام القليلة الماضية بعد دخول قرار الحظر الأمريكي حيز التنفيذ.
فبعد قيام جوجل Google بسحب ترخيص استخدام نظام الأندرويد، وبعد قيام إنتل Intel و كوالكوم Qualcomm بقطع العلاقات مع هواوي، فقد انضمّت شركة ARM إلى دائرة المقاطعين للشركة الصينية.
وعلى الرغم من أن وزارة التجارة الأمريكية قد أجّلت الحظر المفروض على هواوي لمدة 90 يوماً، إلا أن شركة ARM اتخذت قراراً بتعليق أعمالها مع هواوي بحسب تقرير من وكالة BBC News.
ويأتي قرار تعليق التعاون من قبل ARM ليشرح مدى اتساع قرار الحظر الأمريكي وتأثيره الكبير حتى على الشركات غير الأمريكية، فشركة ARM يقع مقرها في المملكة المتحدة وتملكها مجموعة SoftBank اليابانية.
ولكن وبسبب اعتماد الشركة على التكنولوجيا ذات الأصل الأمريكي في تصنيع رقائقها وتصميمها فإنها ستكون مجبرة على الخضوع لقرار الحظر، خاصةً وأن لديها مراكز تصنيع في أوستن وتكساس وسان خوسيه في كاليفورنيا.
ويأتي خبر تعليق التعاون بمثابة صدمة قوية جداً وضربة موجعة لشركة هواوي، لأن هذا الأمر يهدّد وبشكل كامل استمرار هواوي في تصنيع معالجات Kirin الخاصة بها.
حيث تعتمد هواوي على ARM في تصميم وهندسة رقائق Kirin للمعالجة والمستخدمة في هواتف هواوي، وبدون التعاون مع ARM لن تكون هواوي قادرة على إنتاج معالجاتها ولن تستطيع الشركة الفرعية HiSilicon الاستمرار بعملها.
يمثّل هذا تحدياً جديداً للشركة الصينية التي وجدت نفسها خلال أيام فقط مُقاطعة من أكبر شركات العالم، وإذا كانت هواوي قادرة على تجاوز حظر كوالكوم من خلال الاعتماد على معالجاتها الخاصة فإن حظر ARM الجديد غيّر قواعد اللعبة تماماً.
فضلاً عن اعتماد الشركة على مجموعة واسعة من الشركات الأمريكية في توفير المعدات الخاصة بالتخزين والشبكات مثل شركات Micron و Skyworks و Qorvo، الأمر الذي يطرح سؤالاً مخيفاً عن قدرة هواوي على الاستمرار بدون الولايات المتحدة.
وبعيداً عن حظر ARM فإن الضغوط المتزايدة مع زالت مستمرة على هواوي حتى مع تعليق قرار الحظر المؤقت ومن شركات مختلفة فيما يبدو وكأنه توّجه منسّق من أجل إيصال الشركة إلى أسوأ أوضاعها.
حيث عملت شركة جوجل مؤخراً على حذف هاتف هواوي الرائد Mate 20 Pro من قائمة الهواتف التي يمكن لها أن تحصل على تحديث Android 10 Q beta التجريبي، وعلى ما يبدو فإن العلاقة بين الشركتين إلى مزيد من التدهور.
أما مايكروسوفت Microsoft فقد حذفت حاسوب هواوي المحمول MateBook X Pro من متجرها على الإنترنت دون إيضاح أية تفاصيل، حيث يعد الحاسوب المذكور واحداً من أقوى وأحدث أجهزة الشركة.
وبسبب تعليق التعاون مع جوجل وسحب رخصة الأندرويد، قامت الشركتان البريطانيتان لخدمات الهاتف المحمول فودافون Vodafone و EE بحذف أجهزة هواوي من مشاريع إطلاق شبكات الجيل الخامس في البلاد.
وعلى ما يبدو فإن هاتف هواوي Mate 20 X 5G المتوافق مع الجيل الخامس قد كُتب له الفشل بعد أيام قليلة فقط من الإعلان عنه كأول هاتف من هواوي متوافق مع الجيل التالي من الاتصالات.
حيث قالت فودافون أن الهاتف لم يحصل على الشهادات اللازمة، في حين كانت شركة EE أكثر صراحةً وقالت أنها لن تدعم الهاتف حتى تضمن أن العملاء بإمكانهم استخدام الهاتف على المدى الطويل في إشارة إلى قرار سحب ترخيص نظام الأندرويد.
كيف ستتعامل هواوي مع هذه الكوارث المتتالية؟ وإلى أي درجة يمكن أن تجد البدائل المناسبة؟ هذه أسئلة لن نعرف إجاباتها إلا بعد أن تنتهي التسويات والمحادثات والمحاولات التي تجري الآن.