لم تكن مشكلة هواوي Huawei الكبيرة التي نشأت مع الحكومة الأمريكية فقط ضمن الأراضي الأمريكية أو مع الشركات الأمريكية.
حيث سعت الحكومة الأمريكية إلى الحد من نشاط الشركة الصينية في كل منطقة ودولة يمكن أن تؤثر عليها أو تعتبرها صديقة لها.
الحكومة البريطانية واحدة من أقرب الحكومات تحالفاً مع الولايات المتحدة والتي كان من المتوقع أن تتماشى مع الأخيرة فيما يخص الحظر المفروض المطبّق على شركة هواوي.
لكن يبدو أن الأمور لم تجري في بريطانيا كما يشاء الحليف الأمريكي، حيث أعلنت الحكومة البريطانية رسمياً السماح لهواوي بالعمل على أراضيها فيما يخص عقود تركيب محطات الجيل الخامس.
ووصف البعض هذا القرار بالصفعة القوية لقرار الحظر الأمريكي، خاصةً أنه يأتي من صديق بحجم بريطانيا، الأمر الذي يفتح الباب أمام المزيد من الدول الغربية للتراجع عن قرارتها السابقة.
وكنوع من المجاملة للحليف الأمريكي، علّقت بريطانيا على قرارها الأخير بأن عمل ما أسمته الشركات التي تحوم حولها تهم تجسس سيقتصر على أماكن محددة بعيدة عن المناطق الحساسة في الدولة.
لم تسمّي بريطانيا شركة هواوي بالاسم، ويبدو أن هواوي عائدة إلى الحضن البريطاني من بوابة شبكات الجيل الخامس.
الأمر الذي أثار غضباً كبيراً في الولايات المتحدة وخاصةً بين السياسيين المتشددين والذين كانوا يدفعون في الفترة الماضية باتجاه تشديد العقوبات على الشركة الصينية.
نجاح آخر سجّلته شركة هواوي في منطقة هامة مثل بريطانيا، حيث وصف المحللون هذه الخطوة من الحكومة البريطانية بأنها انتصار كبير لشركة هواوي.
ومع ذلك فإن المشكلة لم تنته هنا، فما زالت هواوي محظورة من استيراد المنتجات والقطع من الشركات الأمريكية إلا في بعض الحالات الاستثنائية.
وإذا تمكّنت الحكومة الأمريكية من تطبيق قرارها الجديد الذي يهدف إلى حظر المنتجات عن شركة هواوي حتى لو لم تكن أمريكيّة 100% فإن المشاكل ستتضاعف لدى هواوي.
يأمل البعض بأن تسجيل انتصارات لهواوي هنا وهناك يمكن أن يساهم في تعديل كفة الميزان بين الطرفين، مما يسمح بدفع الطرفين إلى طاولة حوار وتسوية لتعود هواوي إلى مكانها الطبيعي بين شركات الهواتف المحمولة.