من الطبيعي أن نسمع عن عمليات اختراق كبيرة للشركات التجارية حول العالم، كما أنه من غير المستغرب أن نسمع عن عمليات اختراق متعلقة بحكومات دول ولو كانت كبيرة.
لكن أن نسمع عن عملية اختراق تخص مؤسسة كبيرة بحجم الأمم المتحدة فهذا قد لا يتكرر كثيراً نظراً لغرابته ولأن المؤسسة تضم أصلاً جميع دول العالم.
حيث أفادت مصادر بأن المخدمات التابعة للأمم المتحدة في جنيف وفيينا قد تعرّضت لعملية اختراق العام الماضي من جهة مجهولة الهوية.
وبحسب تلك المصادر فإن عملية الاختراق قد سمحت للمتسللين بسرقة 400 جيجابايت من البيانات السرية التي تحتفظ بها الأمم المتحدة.
لم تفصح الأمم المتحدة عن عملية الاختراق، فهي غير ملزمة مثل بقية الشركات أو الحكومات بقوانين الشفافية مع المستخدمين وبالإفصاح عن مثل هذه الاختراق.
وذلك لأنها ليست شركة تجارية ولديها مستخدمين أولاً، وثانياً بسبب أهميتها وحجمها الكبير الذي يضعها فوق أي قانون.
لكن العملية الأمنية لم تبقَ سرية حيث تسربت وثائق من داخل الأمم المتحدة كشفت عن حدوث عملية الاختراق في وقت ما من العام الماضي.
لم تكشف الوثائق عن الجهة المسؤولة عن تنفيذ عملية اختراق هامة بهذا الحجم ويبدو أن المسؤولين في الأمم المتحدة لم يتمكنوا من معرفة من قام بعملية التسلسل هذه.
حيث تشير الوثائق إلى أن المتسللين قد استعموا ثغرة في برنامج SharePoint من مايكروسوفت وبدعم من برمجيات متطورة غير معروفة في الوقت الحالي.
والأسوأ من ذلك فقد استطاع المتسللون حذف سجل نشاطهم ولم يتمكّن المسؤولون في الأمم المتحدة من تحديد المعلومات التي تمت سرقتها ولم يتمكنوا أيضاً من تتبع المتسللين.
هذا وقد ذكرت الوثائق المسربة احتمالية وصول القراصنة إلى السجلات والمعلومات الحساسة الخاصة بمنظمة حقوق الإنسان والتي تحتوي بيانات حول الانتهاكات المتنوعة في دول العالم.
الجدير بالذكر أن عملية الاختراق هذه ليست لمرة الأولى في تاريخ الأمم المتحدة، حيث استطاعت مجموعة من القراصنة الصينيين التسلل إلى مخدمات الأمم المتحدة في عام 2016 وسرقة بيانات تخص الموظفين هناك.