أعلنت حكومة المملكة المتحدة اليوم عن إلغاء شراء المعدات المتعلقة بشبكات الجيل الخامس 5G من شركة هواوي Huawei في المملكة المتحدة.
حيث لن يُسمح لشركات الاتصالات بشراء معدات اتصالات جديدة خاصة بالجيل الخامس من الشركة الصينية اعتباراً من كانون الثاني من العام المقبل، وسيكون أمامهم سبع سنوات لإزالة تقنياتها الحالية من البنية التحتية بتكلفة متوقعة تبلغ حوالي 2.5 مليار دولار.
يأتي هذا الإعلان بعد تقرير جديد من مركز الأمن الإلكتروني الوطني في المملكة المتحدة حول دور هواوي Huawei في البنية التحتية الوطنية للمملكة المتحدة.
يمثل القرار انعطافاً عن الموقف السابق للحكومة، الذي تم الإعلان عنه في كانون الثاني الماضي، والذي سمح باستخدام معدات هواوي Huawei في البنية التحتية لتقنيات الجيل الخامس للبلاد مع بعض القيود.
في ظل الموقف السابق، ستقتصر هواوي Huawei على حصة سوقية تبلغ 35 بالمائة، ولا يمكن استخدام معداتها في الأجزاء الأساسية من الشبكة أو في المواقع الحساسة جغرافياً. أما في الموقف الحالي، فسيتم إزالة معداتها بالكامل من شبكات الجيل الخامس في البلاد.
وحذّر وزير الشؤون الرقمية والثقافة والإعلام والرياضة في المملكة المتحدة Oliver Dowden من أن القرار “سيؤخر طرحنا لشبكة الجيل الخامس”.
وكجزء من القرار، قالت الحكومة أنها تنصح أيضاً مشغلي النطاق العريض بالألياف الكاملة بعدم شراء معدات هواوي Huawei.
في الأشهر الأخيرة، شهدت الحكومة البريطانية ضغوطاً متزايدة، محلياً ودولياً، للتخلص التدريجي من استخدام معدات هواوي Huawei بالكامل.
كان هذا الضغط مدفوعاً بالقلق من خبراء الأمن من أن معدات هواوي Huawei تشكل خطراً على الأمن القومي من خلال السماح لبكين بالتجسس على الدول الغربية، ومن جهتها نفت هواوي Huawei بشدة هذه الادعاءات.
يأتي الضغط الدولي بشكل رئيسي من الولايات المتحدة، حيث كانت هواوي Huawei مدرجة في قائمة الشركات التي لا يمكنها شراء التكنولوجيا من الشركات الأمريكية منذ شهر أيار 2019.
ومع ذلك، في أيار من هذا العام ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن الولايات المتحدة شددت موقفها مع الإعلان عن عقوبات جديدة ضد هواوي Huawei.
وبموجب التدابير الجديدة التي من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ في أيلول، لا يمكن لشركة هواوي Huawei ومورديها مثل شركة تصنيع المعالجات TSMC استخدام التكنولوجيا الأمريكية لتصميم أو إنتاج منتجات هواوي Huawei.
في ذلك الوقت، وصف المسؤولون الأمريكيون الخطوة بأنها سد ثغرة كان من خلالها يمكن لشركة هواوي Huawei استخدام التكنولوجيا الأمريكية مسبقاً.
يمكن أن يكون لهذه الإجراءات الجديدة تأثير كبير على المنتجات التي تستطيع هواوي Huawei إنتاجها، والتي يرى النقاد أنها يمكن أن تجعل معداتها أقل أماناً في الاستخدام.
ووفقاً لتقرير أمني تسرب في وقت سابق من هذا الشهر، فإن القيود ستجبر الشركة على استخدام تكنولوجيا غير موثوقة يمكن أن تزيد من المخاطر على المملكة المتحدة.
على سبيل المثال، قد تتأثر شرائح HiSilicon الخاصة بشركة هواوي Huawei بالتدابير الجديدة. حيث تفيد BBC News أن صناعة أنصاف النواقل تعتمد على برنامج أتمتة التصميم الإلكتروني (EDA) لأتمتة عملية تصميم المعالجات الحديثة مثل معالج Kirin 990 5G من هواوي Huawei.
ومع ذلك، فإن العقوبات تعني أنه لم يعد من الممكن استخدام هذا البرنامج في تصميم أو إنتاج معالجات هواوي Huawei، نظراً لأن مطوري برنامج أتمتة التصميم الإلكتروني EDA الرئيسيين لهم علاقات بالولايات المتحدة.
إنه يجعل من الصعب على هواوي Huawei إنتاج معالجاتها الحديثة المتطورة الخاصة بها وفقاً لـ BBC News، مما يدفعها نحو معالجات الطرف الثالث التي -كما يُقال- قد يكون من الصعب على مسؤولي الأمن السيبراني في المملكة المتحدة فحصها.
ورداً على الأخبار، وصف متحدث باسم هواوي القرار بأنه مخيب للآمال، وقال أن الشركة واثقة من أن العقوبات الأمريكية الجديدة لن تؤثر على مرونة أو أمن المنتجات التي يتم توريدها إلى المملكة المتحدة. وزعم أنها مدفوعة بسياسة التجارة الأمريكية بدلاً من الأمن، وحثّ الحكومة البريطانية على إعادة النظر في قرارها.