أعلنت شركة OpenAI رسمياً وبعد أشهر من الشائعات والتكهنات عن GPT-4 وهو الإصدار الأحدث في نماذج لغة الذكاء الاصطناعي التي تشغل تطبيقات مثل ChatGPT و Bing.
وتدعي الشركة أن النموذج الجديد أكثر إبداعًا وتعاونًا من أي وقت مضى، و يمكنه حل المشكلات الصعبة بدقة أكبر، وشددت OpenAI على أن النظام قد اجتاز ستة أشهر من التدريب على السلامة.
وكان GPT-4 موجوداً على مرأى من الجميع كما اتضح الآن حيث أكدت مايكروسوفت أن روبوت الدردشة المعتمد على الذكاء الاصطناعي الخاص بمتصفحها Bing Chat يعتمد بالفعل على GPT-4.
وأبرز ما يتميز به الإصدار الجديد هو إمكانية تحليل الإدخالات النصية والصور، على الرغم من أنه لا يمكنه الاستجابة إلا عبر النص.
وذلك خلافاً للشائعات التي ظهرت بعد أن قال مسؤول تنفيذي في مايكروسوفت Microsoft بأن النموذج الجديد سيدعم الوسائط المتعددة.
إن GPT-4 متعدد الوسائط بالفعل، ولكن ليس كما توقعنا حيث قالت OpenAI إن النظام يمكنه قبول كل من مدخلات النص والصورة، ولكنه لا يستيجب إلّا بمخرجات نصية.
لا شك أن أحد الجوانب الأكثر إثارة للاهتمام في GPT-4 هو قدرته على فهم الصور بالإضافة إلى النص، حيث يمكن لـ GPT-4 تسمية – وحتى تفسير – الصور المعقدة نسبيًا، على سبيل المثال هذا كان رده حول تفسير هذه الصورة:
ويعمل GPT-4 على ‘المستوى البشري’ على مختلف المعايير المهنية والأكاديمية، فعلى سبيل المثال اجتاز GPT-4 امتحان محاكاة بدرجة تجعله ضمن أول 10% من المتقدمين للاختبار؛ في المقابل كانت نتيجة GPT-3.5 في المراتب الأخيرة.
بالمقابل نوّهت الشركة أيضاً إلى أن الإصدار الجديد يحتفظ بالعديد من المشكلات نفسها مثل نماذج اللغة السابقة، بما في ذلك الميل لتكوين المعلومات (أو ‘الهلوسة’) والقدرة على إنشاء نصوص عنيفة وغير مناسبة.
النموذج الجديد متاح لعامة الناس عبر ChatGPT Plus، وهو اشتراك شهري في ChatGPT بقيمة 20 دولارًا من OpenAI، وهو يدعم أيضاً Bing chatbot من Microsoft.
كما سيكون متاحًا أيضاً كواجهة برمجة تطبيقات للمطورين للبناء عليها.
وقالت شركة OpenAI إنها دخلت بالفعل في شراكة مع عدد من الشركات لدمج GPT-4 في منتجاتها، بما في ذلك Duolingo و Stripe و Khan Academy.
تقول الشركة إن التحسينات التي أدخلتها GPT-4 واضحة في أداء النظام في عدد من الاختبارات والمعايير، بما في ذلك اختبار Uniform Bar Exam و LSAT و SAT Math و SAT للقراءة والكتابة المستندة إلى الأدلة.
كانت التكهنات حول GPT-4 وقدراتها منتشرة خلال العام الماضي، حيث أشار الكثيرون إلى أنها ستكون قفزة هائلة على الأنظمة السابقة.
ومع ذلك وبناءً على إعلان OpenAI فإن التحسينات ليست ثورية.
ونُشرت الورقة البحثية الأصلية التي تصف GPT في عام 2018، ثم تم الإعلان عن GPT-2 في عام 2019 و GPT-3 في عام 2020.
ويتم تدريب هذه النماذج على مجموعات بيانات ضخمة من النصوص، تم استخراج الكثير منها من الإنترنت، والتي يتم استخراجها من أجل الأنماط الإحصائية.
ثم تُستخدم هذه الأنماط للتنبؤ بالكلمة التي تلي الأخرى، إنها آلية بسيطة نسبيًا لوصفها، ولكن النتيجة النهائية هي أنظمة مرنة يمكنها إنشاء النصوص وتلخيصها وإعادة صياغتها، بالإضافة إلى أداء مهام أخرى تستند إلى النصوص مثل الترجمة أو إنشاء التعليمات البرمجية.