لا يبدو أن الحرب التجارية التي فجّرتها أزمة شركة هواوي Huawei مؤخراً ستسير نحو الانفراج القريب، خاصةً أن طرفي النزاع هما عملاقا التجارة العالمية: الصين والولايات المتحدة.
مجموعة من النزاعات التجارية كانت قد بدأت منذ فترة بين البلدين، لكن حظر الحكومة الأمريكية لشركة هواوي هو ما تسبب بتسارع الأحداث في الفترة الأخيرة وانتقال الحرب إلى مستوى جديد.
ويبدو أن الحكومة الصينية عازمة على الرد بقوة على قرارات الحكومة الأمريكية، حيث أصدرت السلطات الصينية تعميماً حظرت فيه استخدام المعدات والبرمجيات التقنية الأمريكية.
سيتم تطبيق القرار بشكل تدريجي بحسب تقرير صحيفة Financial Times وذلك في جميع الدوائر والمؤسسات الحكومية الصينية.
وسيتم استبدال تلك المعدات والبرمجيات ببدائل محلية الصنع، ومن المتوقع أن تصل الصين إلى هدفها بالاستغناء عن التقنيات الأمريكية بشكل كامل خلال عام 2022.
وتُعد هذه الأخبار كابوساً للشركات الأمريكية العملاقة التي تتعامل مع الصين على أنها واحدة من أهم الأسواق العالمية لها على الإطلاق.
شركة مايكروسوفت Microsoft على سبيل المثال ستكون أكبر المتضررين خاصةً وأنها كانت تسعى إلى تحسين علاقتها مع الحكومة الصينية باستمرار في الفترة الأخيرة.
في حين أن آبل Apple التي لم تدخر جهداً في إرضاء الحكومة الصينية في أكثر من مناسبة سابقة من المتوقع أيضاً أن تتأثر أعمالها بشكل كبير فيما لو تم تطبيق القرار الصيني الجديد.
فضلاً عن شركات أخرى مثل Dell و hp وغيرها من الجهات التقنية الأمريكية التي لديها عقود وصفقات هائلة مع الصين ومؤسساتها.
ومع ذلك يجادل البعض ويشكك بقدرة الصين في التخلي عن التكنولوجيا الأمريكية بشكل كامل، في حين يرى البعض أن الصين قد تحاول القيام بذلك فعلاً ولكنه سيكون أسلوب ضغط على الحكومة الأمريكية للتراجع عن قراراتها.
لا نعرف بالضبط فيما إذا كانت الصين قادرة على القيام بذلك، لكن يجب الاعتراف أنه عندما نتحدث عن الصين كقوة اقتصادية تقنية عالمية فإننا نتحدث عن عملاق تجاري لا يُستهان به.