تتطور الخوارزميات الخاصة بمجال الذكاء الاصطناعي بوتيرة مذهلة، لدرجة أنه يصعب في الغالب تتبعها، لكن أحد المجالات التي يكون فيها التقدم واضحاً هو مجال صناعة الوجوه البشرية باستخدام برمجيات الذكاء الاصطناعي.
تلخّص الصورة التالية التطور الكبير والسريع الذي حصل في صناعة الوجوه البشرية خلال السنوات الأربع الماضية.
فالوجوه الخام البيضاء والسوداء الموجودة على اليسار تم إنتاجها بواسطة الذكاء الاصطناعي في عام 2014، والتي تم الكشف عنها في الورقة البحثية المنشورة عن أداة الذكاء الاصطناعي المعروفة باسم شبكة التزاوج التوليدية (GAN).
أما بالنسبة للوجوه الملونة التي تظهر على اليمين، فهي من إنتاج نفس الأداة السابقة لكن في عام 2018 وتحديداً في الورقة البحثية المنشورة الأسبوع الماضي عن التطويرات التي حصلت في عمل الأداة.
هذه الوجوه الواقعية التي لا يمكن للشخص العادي تفريقها عن الوجوه البشرية الحقيقية هي نتيجة جهد مستمر لمهندسي شركة Nvidia.
ما يثير الاهتمام بشكل خاص هو أن هذه الوجوه المصنوعة بواسطة الذكاء الاصطناعي يمكن أيضاً تخصيصها بسهولة، حيث طوّر مهندسو Nvidia طريقة لدمج خصائص وجوه بشرية من أجل صناعة وجه جديد يحمل الصفات العامة للوجوه السابقة.
في الصورة التالية، فإن الصف العلوي من الوجوه هو الصف الأول من الوجوه البشرية الحقيقية، والصف الجانبي اليساري هو الصف الثاني من الوجوه البشرية الحقيقية الأخرى.
كل وجه من الوجوه المتبقية في الصورة هو وجه مصنوع بواسطة برمجيات الذكاء الاصطناعي التي تعتمد على دمج خصائص الوجهين البشريين الموافقين له من حيث السطر والعمود.
بالطبع فإن تلك البرمجيات والخوارزميات المعقدة لم تصل إلى درجة الكمال في صناعة الوجوه البشرية، حيث غالباً ما تقع تلك البرمجيات في أخطاء التناظر في الوجه الواحد.
في الصورة التالية مجموعة من الأخطاء التناظرية التي حصلت أثناء صناعة الوجه البشري، وقد تشمل تلك الأخطاء شكل أحد أعضاء الوجه مثل العيون أو لونها أو أي شيء آخر يحتاج لأن يكون متناظراً في الصورة.
وعلى الرغم من أن التطور الكبير الحاصل في خوارزميات الذكاء الاصطناعي لصناعة الوجوه يبشّر بعصر جديد من التقنيات المتطورة والأبحاث الناجحة، إلا أن الاستعمال الخاطئ للتقنية هو أمر وارد أيضاً.
تم استعمال برمجيات خاصة بالذكاء الاصطناعي لتعديل الوجوه مثل Deepfakes لإنتاج فيديوهات إباحية أو مسيئة لنجوم وأشخاص مختلفين حول العالم.
كما يمكن استعمال مثل هذه التقنيات لنشر العديد من الأخبار والصور والفيديوهات الكاذبة على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث يمكن أن تنتقل وتنتشر بسهولة بين المستخدمين العاديين.
لحسن الحظ فإن الجهود المبذولة في تطوير برمجيات الذكاء الاصطناعي لصناعة الوجوه تقابلها دائماً جهود لتطوير طرق وبرمجيات لاكتشاف الصور والفيديوهات المزيفة.
كما أن نشر الوعي وثقافة الذكاء الاصطناعي بين الناس هو أمر ضروري جداً لعدم الوقوع في فخ الأخبار الكاذبة، وهنا نتذكر مقطع الفيديو المزيف للرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما الذي تم إنتاجه ونشره مؤخراً من أجل التحذير من مثل هذه الأخبار.