من الواضح أن متصفح الإنترنت الشهير إنترنت إكسبلورر Internet Explorer لا يتمتع بشعبية واسعة حول العالم، بل أنه أصبح في الفترة الأخيرة واحداً من المتصفحات الأقل استخداماً عالمياً.
لكن هذه المرة فإن الأمر لا يتعلق بشعبية المتصفح أو بتفضيل المستخدمين، بل أن الأمر أخطر من ذلك إذ تم الكشف عن ثغرة أمنية خطيرة في المتصفح من قبل أحد الباحثين الأمنيين.
تسمح هذه الثغرة في حال تم استغلالها بشكل صحيح من قبل المهاجم بسرقة ملفات المستخدمين من أجهزتهم التي تعمل بنظام التشغيل ويندوز.
وتعتمد آلية عمل استغلال الثغرة على طريقة معالجة المتصفح لملفات MHT وهو الامتداد الخاص بملفات أرشيف صفحات الويب حيث يعد المعيار الافتراضي الذي تقوم من خلاله جميع متصفحات إنترنت إكسبلورر بحفظ صفحات الويب عندما يطلب المستخدم ذلك.
لا تقوم المستعرضات الحديثة بحفظ صفحات الويب بتنسيق MHT، وبدلاً منه فهي تستخدم تنسيق HTML القياسي، ومع ذلك لا يزال العديد من المستعرضات الحديثة تدعم معالجة التنسيق.
بحسب الباحث الأمني John Page فإن استغلال الثغرة يمكن عندما يقوم المستخدم بفتح ملف MHT حيث يستطيع المهاجم التسلل والوصول إلى الملفات المحلية واستطلاعها.
ولا يحتاج استغلال الثغرة إلى الكثير من الجهد نظراً إلى أن ويندوز يقوم افتراضياً بتشغيل ملفات MHT من خلال المتصفح إنترنت إكسبلورر، وبالتالي يحتاج المستخدم فقط للنقر المزدوج على ملف من هذا النوع يمكن أن يتم تلقيه عبر بريد إلكتروني على سبيل المثال.
الأخطر من ذلك أنه يمكن للمهاجم تعطيل نظام التنبيه الأمني الخاص بالمتصفح المذكور، حيث يحصل المستخدمون عادةً على شريط تحذير أمان في المتصفح ويطلب منهم تنشيط المحتوى المحظور، لكن في هذه الحالة فإن التنبيه لن يظهر أبداً.
قال الباحث الأمني أنه استطاع اختبار الثغرة على أحدث إصدار من المتصفح ومع كافة تحديثات الأمان الأخيرة على أنظمة ويندوز 7 و ويندوز 10 و Windows Server 2012 R2.
من الجيد أن حصة المتصفح عالمياً هي أقل من 7.4% في سوق متصفحات الإنترنت حول العالم، لكن نظراً إلى أن متصفح إنترنت إكسبلورر تم تعيينه كتطبيق افتراضي من أجل فتح ملفات MHT فإن ذلك يمثّل خطراً على كل مستخدم ما زال يحتفظ بالمتصفح على جهازه.
الغريب في الأمر أن شركة مايكروسوفت Microsoft رفضت النظر في الثغرة على أنها أمر عاجل يستدعي إرسال تحديث فوري لحل المشكلة، وقالت أن إصلاح المشكلة سيتم النظر فيه من خلال التحديثات المستقبلية!