بدون أدنى شك، تُعتبر منصة فيسبوك Facebook للتواصل الاجتماعي أكبر تجمع رقمي على كوكب الأرض، كما أنها تُعد واحدة من أشهر منصات التواصل المتوافرة في الوقت الحالي.
لكن هل فكّرت من قبل أن هذه المنصة ستتحول لأكبر مقبرة جماعية بعد عشرات السنوات؟ في الحقيقة فإن مجموعة من الباحثين في جامعة Oxford University قد فكّروا كثيراً في هذا الأمر وقدّموا نتائج مثيرة في دراسة جديدة.
بحسب الدراسة، فإن المنصة الاجتماعية فيسبوك تتجه الآن لأن تصبح أكبر مقبرة جماعية مع أكبر عدد ممكن من المستخدمين المتوفين بحلول عام 2100.
من أجل التوصل إلى النتائج الصحيحة، استعان الباحثون بخاصية Audience Insight الخاصة بفيسبوك إلى جانب الحصول على إحصائيات من الأمم المتحدة حول معدلات الوفيات في جميع أنحاء العالم.
من الآن وحتى عام 2100، هنالك توقعات بأن أكثر من 1 مليار مستخدم فيسبوك سيفارق الحياة، وبالتالي كان على الباحثين افتراض سيناريوهين للدراسة، حيث يختلف السيناريو الأول عن الثاني بمعدلات نمو فيسبوك.
يفترض السيناريو الأول الأكثر تشاؤماً بالنسبة لشركة فيسبوك أن المنصة الاجتماعية الأضخم على الإطلاق ولسبب ما ستتوقف عن النمو، ولن ينضم أي مستخدم جديد إلى شبكة فيسبوك بعد الآن.
في هذه الحالة، ستمتلك الشركة 1.4 مليار مستخدم متوفي بحلول عام 2100، وفي عام 2070 سيكون عدد المستخدمين الموتى الذين تمتلكهم فيسبوك أكثر من عدد المستخدمين على قيد الحياة.
في السيناريو الثاني الذي يفترض أن معدلات نمو فيسبوك ستبقى ثابتة بحدود 13% سنوياً، في هذه الحالة فإن المنصة ستتحول إلى أكبر مقبرة جماعية على الإطلاق بحلول عام 2100 مع 4.9 مليار مستخدم متوفي.
لم يتم إجراء هذه الدراسة فقط للتوصل إلى تلك الإحصائيات الممتعة والمثيرة، وإنما السبب الأساسي هو التساؤل حول كيفية تعامل شركة فيسبوك مع هذا الأرشيف الرقمي الضخم والهام جداً.
يتساءل الباحثون عما إذا كان لفيسبوك الحق في إدارة هذا الأرشيف لوحدها، وكيف يمكن أن تساعد هذه المعلومات القيمة الباحثين المستقبليين على فهم الجيل القديم بكامل أحداثه.
ويزداد الأمر خطورة مع توسع فيسبوك بصفحاته ومجموعاته ومستخدميه ليتحول إلى أكبر تاريخ مؤرشف للبشرية في القرن الجديد، حيث يتم تسجيل أصغر الأحداث اليومية الفردية إلى أهم وأضخم الأحداث العالمية.
فهل من حق فيسبوك التي تُعتبر شركة تجارية همّها الأول والأخير الأرباح المالية أن تحتفظ بهذا الأرشيف بمفردها؟