هل حان الوقت لنقول وداعاً لشركة سوني Sony فيما يخص سوق الهواتف المحمولة؟
يبدو أن الإجابة تقترب شيئاً فشيئاً من كلمة نعم، على الأقل هذا ما يمكن استنتاجه من أحدث تقرير للأرباح من الشركة حيث تقلّصت الأعمال في قطاع الهواتف الذكية بنسبة النصف تقريباً.
في الربع المنتهي في شهر تموز من عام 2018، تمكنت سوني من بيع 2 مليون جهاز محمول فقط، بانخفاض 1.4 مليون جهاز مقارنةً بنفس الفترة من العام السابق.
في السنة المالية لعام 2017، باعت سوني 13.5 مليون هاتف، وفي شهر نيسان كان تقديرها المتواضع لعام 2018 هو 10 مليون هاتف.
ولكن الآن ومع هذه النتائج المخيبة للآمال فقد تم تعديله إلى 9 مليون هاتف، ومع توقعات بأنها لن تحقق سوى 5.49 مليار دولار من مبيعات الهواتف المحمولة في العام المالي 2018 بأكمله.
الآن تبدو شركة سوني في منافسة وثيقة مع شركة HTC على لقب الشركة الأقل نجاحاً أو ما يُعرف بأصغر مورّد لأجهزة الأندرويد على مستوى العالم.
إذا أردنا الحديث عن سبب تراجع المبيعات بهذا الشكل المخيف فإن الحديث يطول، عشرات الأخطاء والكوارث التي تسببت بها الشركة في قراراتها الأخيرة.
تأخرها الكبير بتقديم هاتف يحقق مفهوم الحواف النحيفة وإصرارها على تقديم أجهزة بسماكة مثيرة للسخرية وتخلفها عن باقي الشركات فيما يخص بعض المواصفات الداخلية، جميع هذه العوامل سببت ابتعاد الزبائن عن أجهزتها.
وبطبيعة الحال لا ننسى المنافسة الشرسة التي أصبحت أشبه بالحرب في سوق الهواتف المحمولة، ودخول الشركات الصينية بقوة على خط المنافسة، وبالتالي فإن الشركة سُحقت حرفياً في هذه الحرب.
تقرير الأرباح الإجمالي من سوني يبدو أكثر تفاؤلاً، حيث تنمو معظم الأقسام الفرعية بمعدل جيد، بقيادة القسم المسؤول عن أجهزة الـ PlayStation التي تحقق نجاحاً ثابتاً.
يمكن القول أن الشركة تتمتع بصحة مالية جيدة، لكن فيما يخص قسم الهواتف المحمولة فإن الشركة تنتقل من فشل إلى آخر ومن خسارة إلى أخرى.
الأمر الذي تسبب سابقاً بانسحاب جزئي من سوق الهواتف المحمولة، ولكن الآن لم نعد نستغرب في حال قررت الشركة الانسحاب كاملاً من هذا السوق.