أعلنت شركة TSMC التايوانية خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي عن إصابة بعض مصانعها ببرمجيات خبيثة، الأمر الذي تسبب بإغلاق المصانع المتأثرة وإيقاف الإنتاج فيها عدة أيام.
ويوم الاثنين الماضي، عادت الشركة لتخبرنا بأن عملياتها التصنيعية قد استؤنفت بشكل كامل، وأن جميع مصانعها عادت للعمل من جديد.
ومع انتهاء أزمة الشركة التايوانية، بدأت بعض التفاصيل المتعلقة بهذا الهجوم بالخروج إلى العلن، كما تم تحديد الأثر الذي سيتركه هذا الهجوم على شركة آبل Apple التي تستعد للكشف عن مجموعة من أجهزة الآيفون الجديدة.
المعلومات المتعلقة بهذا الهجوم غير المتوقع تشير إلى أن البرمجيات الخبيثة التي تسببت بأزمة الشركة هي من نفس نوع برمجيات الفدية المعروفة باسم WannaCry التي أصابت كبرى الشركات حول العالم العام الماضي.
وبحسب التقارير التي تحدثت عن هجوم TSMC فإن تلك الفيروسات الخبيثة قد وصلت إلى الشركة من خلال استخدام برمجيات موردة إلى الشركة، حيث كانت تلك البرمجيات مصابة بهذه الفيروسات.
وعلى ما يبدو فإن الشركة قد اقترفت خطأ لا يُغتفر عندما أهملت الجانب الأمني المتمثّل بفحص البرمجيات الواردة إلى الشركة.
وصول برمجيات مصابة إلى داخل الشركة يعني بشكل أو بآخر أن TSMC قد تساهلت إلى حد كبير في فحص البرمجيات التي تستخدمها، الأمر الذي كلّفتها الكثير خلال هذا الأسبوع.
المدير التنفيذي للشركة C. C. Wei قال في تصريح للصحفيين بأنه يشعر بالصدمة والدهشة من الهجوم الأخير، حيث ركّبت شركته عشرات الآلاف من الأدوات البرمجية بشكل سابق، لكن هذه هي المرة الأولى التي يحصل فيها مثل هذا الأمر.
وأوضح المدير التنفيذي أن الأداة المصابة كانت مقدمة من قبل بائع مجهول، وقال أن الشركة ستقوم بإصلاح إجراءاتها وبرتوكولات الأمان الخاصة بها بعد مواجهة هذه البرمجيات الخبيثة التي كانت أكثر تعقيداً مما كان يُعتقد في البداية.
وبما أن شركة TSMC تُعد المورّد الأساسي للمعالجات المستخدمة في أجهزة الآيفون من شركة آبل، فقد توجهت الأنظار جميعها إلى شركة آبل للسؤال عن مدى تأثير الأزمة الأخيرة على خطط إطلاق أجهزة الآيفون الجديدة.
لحسن حظ شركة آبل فإن التأثير قد يكون صغيراً جداً، حيث أن الإنتاج لم يتوقف إلا فترة قصيرة لا يُعتقد بأنها ستكون ذات تأثير سلبي على الشركة.
كما أن شركة TSMC قالت مؤخراً بأن الأولوية الآن هي لشركة آبل بوصفها الزبون الأهم والأكبر للشركة، وأن TSMC ستعمل جاهدةً على توفير المكونات اللازمة للشركة خلال الوقت المتفق عليه.
الجدير بالذكر أن برمجيات WannaCry كانت قد انتشرت في جميع أنحاء العالم في شهر أيار من عام 2017، وأصابت أكبر وأهم الشركات حول العالم.
من شركة FedEx Corp إلى شركة صناعة السيارات الفرنسية Renault SA، كما وصلت إلى وزارة الداخلية الروسية بالإضافة إلى المستشفيات البريطانية.
وقد أعطت تلك البرمجيات الخبيثة الضحايا مهلة 72 ساعة لدفع 300 دولار من خلال العملة الإلكترونية البيتكوين أو سيتم تشفير الجهاز المصاب مما يهدد بفقدان دائم للبيانات.
لكن الرئيس التنفيذي لشركة TSMC قال أن البرمجيات التي أصابت أجهزة الشركة لم تطلب فدية.