تُعتبر منصة يوتيوب YouTube هي الشبكة الأكبر حجماً على مستوى العالم فيما يتعلق بنشر ومشاهدة مقاطع الفيديو، وتتميز هذه الشبكة بسياستها الصارمة المطبّقة على المحتوى الذي يتم نشره.
الجيد في الأمر أن يوتيوب لم تضع تلك السياسات الصارمة فقط، بل عملت جاهدةً على تطبيقها في الفترة الأخيرة بشكل مشدد، الأمر الذي نتج عنه حذف الملايين من قنوات اليوتيوب والفيديوهات المرفوعة نتيجة مخالفة المحتوى.
أحدث المعلومات المنشورة في تقرير يوتيوب للشفافية كشفت عن أعداد هائلة من المحتويات المخالفة التي تمت إزالتها على الشبكة في الفترة الممتدة من شهر تموز إلى شهر أيلول من العام الحالي.
في هذه الفترة، أغلقت يوتيوب 1,667,587 قناة على الشبكة نتيجة مخالفة الشروط أو الإبلاغ عن محتوى سيء، وتقول الشركة أن القناة يتم إغلاقها إذا تلقت ثلاثة إنذارات بمخالفة إرشادات المنتدى على مدار 90 يوماً.
أو تضمّنت إساءة استخدام شديدة (سلوك عدواني مثلاً) ولو لمرة واحدة، أو تبين أنها مخصّصة بالكامل لمخالفة الإرشادات التي تم وضعها.
وبيّنت الشركة أن 79.6% من القنوات التي تم إغلاقها كانت قد عرضت محتوى غير مرغوب فيه أو محتوى مضلل ومخادع للجمهور، في حين أن 12.6% من تلك القنوات تم إغلاقها بسبب محتوى عُري أو محتوى جنسي.
وتتنوع الأسباب الأخرى لإغلاق القنوات بين انتهاك لسياسات حماية الأطفال والتشجيع على العنف والتنمر وانتحال الهوية والحض على الكراهية وأسباب أخرى عديدة.
أما بالنسبة للفيديوهات المحذوفة على الشبكة خلال الفترة المذكورة، فإن موقع يوتيوب يعتمد على فرق عمل من جميع أنحاء العالم لمراجعة الفيديوهات التي يتم الإبلاغ عنها وإزالة المحتوى الذي يخالف بنود الخدمة.
أو لتقييد عرض الفيديوهات، على سبيل المثال المحتوى المقيّد بحسب العمر الذي لا يصلح للعرض لجميع شرائح الجمهور، أو لترك المحتوى منشوراً إذا تبين عدم مخالفته لإرشادات الشبكة.
يوتيوب كانت قد حذفت 7,845,400 فيديو على الشبكة خلال الربع الثالث، والجدير بالذكر أن الشركة تعتمد على نظام معقد لفحص الفيديو قبل عرضه على الجمهور من أجل التأكد من عدم مخالفته للشروط.
وقد نجح نظام يوتيوب بالكشف عن 74.5% من إجمالي الفيديوهات المحذوفة قبل أن تتم مشاهدتها، في حين أن النسبة المتبقية تم حذفها بعد أن تمت مشاهدتها مرة واحدة على الأقل.
وذكرت الشركة في تقريرها أن 72.2% من الفيديوهات المحذوفة كانت بسبب نشر محتوى غير مرغوب به أو محتوى مضلل ومخادع، في حين أن سلامة الأطفال كانت السبب في حذف 10.2% من تلك الفيديوهات.
وتختتم الشركة تقريرها بالتأكيد على أن سياسة نشر المحتوى لا تتعلق فقط بالفيديوهات والقنوات المتواجدة على الشبكة، بل أنها تمتد لتفرض شروطها على التعليقات التي يتركها المستخدمون.
حيث تم حذف 224,440,949 تعليق في الربع الثالث من العام الحالي نتيجة تصنيفها على أنها تعليقات مخالفة للشروط أو تعليقات بمحتوى غير مرغوب به.