شهدنا بداية العام الماضي أول تطبيق فعلي لما بات يُعرف باسم الجيل التالي أو الجيل الجديد من شبكات الاتصال حيث نقصد بالطبع شبكات الجيل الخامس.
وخلال العام الماضي تم إطلاق عدة أجهزة متوافقة مع تلك الشبكات مع بدء تركيب محطات الاتصالات المخصصة لهذا النوع من الشبكات في المدن والمواقع العالمية الشهيرة.
نستطيع القول أن رحلة الجيل الخامس ما زالت في بدايتها وأن عدد قليل جداً من سكان العالم حصل على فرصة تجربة السرعة الفائقة لتلك الشبكات، لذلك فإننا الآن في المراحل الأولية من العصر الجديد.
لكن بالنسبة للعلماء والمختصين فالأمر مختلف تماماً، حيث يبدو وكأنهم يعيشون في كوكب آخر خاصةً عندما تسمع بأنهم بدأوا بتطوير ودراسة شبكات الجيل السادس.
البيانات الأولية من عمليات البحث والدراسة أفادت بأن شبكات الجيل السادس ستكون أسرع بنحو 8000 مرة من شبكات الجيل الخامس!
حيث أن المعلومات الصادرة عن تقارير فرق العمل المكلفة بتطوير تلك الشبكات توقعت أن تصل سرعة تلك الشبكات إلى 1 تيرابايت في الثانية الواحدة.
ولإعطائك فكرة عن هذا الرقم المخيف فإن شبكات الجيل السادس ستسمح لك بتحميل من 40 إلى 50 فيلم عالي الجودة بدقة 4K خلال ثانية واحدة.
وإذا كنت تتساءل عن المجالات التي يمكن أن تُستعمل فيها الشبكات المستقبلية مع هذه السرعة المخيفة فإننا ببساطة لانعرف الجواب، هل تصدق ذلك؟
حيث بدء تطوير شبكات الجيل الخامس منذ عام 2008 وبدأ إطلاقها التجاري مع عام 2019 وهي مدة طويلة جداً ظهر خلالها مفهوم إنترنت الأشياء.
جاءت شبكات الجيل الخامس لتدعم مفهوم إنترنت الأشياء في نقلة نوعية من الحياة الرقمية التي نعيشها الآن وفي تطور لم يكن أحد يتوقعه.
بالنسبة لشبكات الجيل السادس فإنها ستحتاج فترة طويلة جداً حتى تصبح متاحة للاستخدام التجاري، وحتى ذلك الوقت يتوقع المختصون ظهور تقنيات جديدة ومعقدة في عالم التواصل.
وبالتالي لا نعرف بالضبط ماهية التواصل المستقبلي وكيف سيكون شكله، لكننا نعلم بأن شبكات الجيل السادس ستأتي لتدعم جيل جديد من الحياة الرقمية قد يكون من المستحيل تخيّله اليوم.