تُعتبر شركتا جوجل Google و مايكروسوفت Microsoft من الشركات المتنافسة بشدة على الأقل خلال السنوات العشر الماضية، حيث كان لدى الشركتين العديد من نقاط الاختلاف حول الكشف عن الثغرات ونقاط الضعف الأمنية في الفترة الأخيرة.
وعلى ما يبدو فإن شركة جوجل تعمل على إثارة هذا الخلاف مجدداً من خلال الكشف عن ثغرة أمنية في متصفح Microsoft Edge وذلك قبل توفير تحديث لسد الثغرة، علماً أن جوجل كانت قد أخبرت مايكروسوفت بالثغرة الأمنية منذ شهر تشرين الثاني من العام الماضي ومنحتها مدة 90 يوم من أجل العمل على سد هذه الثغرة وإصلاح المشكلة وذلك قبل نشر الموضوع بشكل عام، حيث تُعتبر الثغرة متوسطة من حيث شدة الخطورة.
كما وقامت شركة جوجل بتوفير مدة 14 يوم إضافية بعد انتهاء المدة السابقة من أجل إصلاح المشكلة، إلا أن شركة مايكروسوفت فشلت في إيجاد الحل المناسب لأن الموضوع أصبح أكثر صعوبةً وتعقيداً من المراحل الأولى، وأصبح من غير الواضح متى ستقوم الشركة بتوفير التحديث الخاص بالمشكلة، ويقول المهندس المسؤول في شركة جوجل عن الإبلاغ حول الثغرات الأمنية بأن شركة مايكروسوفت لم تستطع حتى الآن تحديد موعد محدد لسد الثغرة.
تتعلق المشكلة بين الشركتين بما إذا كان يتعيّن على جوجل أن تقوم بالكشف عن المشاكل الأمنية للعامة قبل أن يتم توفير التحديثات اللازمة، حيث تتبع جوجل سياسة الكشف عن هذه المشاكل بعد إعطاء مهلة مدتها 90 يوم، ويمكن أن تُمدد إلى مهلة إضافية في أحسن الأحوال، أما في أسوئها فقد يتم الكشف فوراً عن الثغرة في حال تم استغلالها، كما حدث عام 2016 حيث قامت جوجل بالكشف عن ثغرة أمنية في نظام Windows بعد 10 أيام فقط من إبلاغ مايكروسوفت، بالإضافة إلى قيام جوجل بالكشف عن ثغرة zero-day قبل توفير التحديث الخاص لسد الثغرة.
تجدر الإشارة إلى وجود استثناءين كبيرين لقواعد الكشف عن الثغرات لدى جوجل، وذلك بما يخص ثغرتي Meltdown و Spectre، فبعد اكتشاف الثغرتين من قبل مهندسي جوجل كان لدى شركات Intel و AMD حوالي 6 أشهر قبل أن يتم الكشف عن الثغرتين للعامة، علماً أن الأجهزة التي تعمل بنظامي Chrome OS و Android قد تأثرت بالثغرتين إلى جانب الأجهزة العاملة بنظم Windows و Linux و macOS و iOS.
وتأتي الحادثة الأخيرة الخاصة بثغرة متصفح Microsoft Edge لتعيد النقاش فيما إذا كان يحق لشركة جوجل القيام بالكشف العلني عن الثغرات قبل إيجاد الحلول المناسبة من قبل الشركات المتضررة، أم أن الأمر يعود لمصالح تجارية بحتة بين الشركات وخاصة المتنافسة منها.