تزدهر صناعة التكنولوجيا يوماً بعد يوم، وتزداد قوة الشركات العاملة في هذا المجال لتسيطر على أغلب تفاصيل حياتنا اليومية.
هذه القوة الهائلة كان لا بد لها أن تنعكس بأرقام أقل ما يمكن القول عنها بأنها خيالية وذلك في الأسواق المالية العالمية، وشركة آبل Apple أكبر دليل في الوقت الحالي.
بلغت قيمة الشركة العملاقة يوم الجمعة الماضي أكثر من 940 مليار دولار، وبالتالي أصبحت على بُعد أقل من 60 مليار دولار لتصبح أول شركة تصل قيمتها السوقيّة إلى تريليون دولار.
وعلى الرغم من أن آبل ليست الوحيدة التي تتقدم بخطوات ثابتة باتجاه هذا اللقب، فقد بلغت قيمة شركة أمازون Amazon حوالي 820 مليار دولار، ولكن تبدو آبل وكأنها الأوفر حظاً بالوصول أولاً للتريليون دولار.
شكك البعض بقدرة الشركة على الاستمرار في النجاح الهائل بعد موت Steve Jobs عام 2011، لكن اتضح مؤخراً أن هذه الشكوك غير صحيحة أبداً.
فالشركة وتحت قيادة Tim Cook ضاعفت من قيمتها ثلاث مرات، لتنتقل من 300 مليار دولار إلى أكثر من 900 دولار في الوقت الحالي.
تشير الأرقام السابقة إلى مدى قوة وسيطرة شركات التكنولوجيا اليوم، ولا بد أن يتضح هذا الأثر بشكل أكبر عندما تعلم بأن القيمة الحالية للمجموعة المؤلفة من شركات فيسبوك وآبل وأمازون ونيتفليكس وجوجل ومايكروسوفت تبلغ 4 تريليون دولار!
الرئيس التنفيذي Tim Cook الذي يبدو فخوراً بالأرقام التي تحققها شركته قال أن الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي كانت الأفضل على الإطلاق للشركة.
فعلى الرغم من التباطؤ الذي ضرب سوق الهواتف الذكية هذا العام، إلا أن مبيعات آبل قد ارتفعت بنسبة 16% في حين ارتفعت أسهمها أكثر من 13% خلال العام.
ولكي تصل الشركة إلى قيمة تريليون دولار يجب أن يرتفع سهم آبل بنسبة 6% ليصل إلى مستوى 202.30 دولار أمريكي، وهو لا يبدو شيئاً مستحيلاً على أية حال.
الجدير بالذكر أن شركة آبل لا تواجه المشاكل التي تعاني منها بقية الشركات مثل جوجل وفيسبوك، هذه الشركات التي تقوم بتقديم خدمات مجانية مقابل بيع الإعلانات، الأمر الذي يستدعي جمع بيانات المستخدمين.
إذ تفتخر شركة آبل بأنها غير مضطرة إلى جمع بيانات مستخدميها ومشاركتها مع أطراف خارجية، الأمر الذي سمح للشركة بالظهور بمظهر المدافع عن الخصوصية وسط فضائح جمع البيانات التي تضرب الشركات الأخرى.