منذ بداية العام، بدأت الشركات التقنية العملاقة بتقديم مفهوم جديد يتمحور حول الرفاهية الرقمية، أو ما يمكن تعريفه بالموازنة الصحيحة بين الحياة الرقمية والحياة الاجتماعية.
حيث كان الدافع الأساسي لهذا التوجه الجديد هو كثرة حالات إدمان استخدام الهواتف والحواسيب المحمولة، حتى أن البعض فقد جزءاً كبيراً من حياته الاجتماعية، والبعض الآخر فقدها بالكامل.
أدركت الشركات التقنية خطورة هذا الأمر على المدى الطويل، لذلك بدأت بطرح العديد من الميزات التي تساعد المستخدم على إدارة الوقت الذي يقضيه على هاتفه أو حاسبه المحمول.
تُعد شركة جوجل Google من الشركات الرائدة في تطبيق مفهوم الرفاهية الرقمية في برمجياتها وخدماتها المختلفة، ولاحظنا وجود الميزة في نظام الأندرويد الجديد Android Pie حتى لو لم تصل رسمياً بعد.
يوتيوب YouTube التي تتبع لجوجل لم تبخل بإضافة ميزات مشابهة، فمنذ شهر أيار الماضي أضافت منصة الفيديو الأكبر في العالم ميزة جديدة لتذكير المستخدمين عند الإكثار من مشاهدة مقاطع الفيديو.
أما اليوم فتتجه المنصة لتقديم ملف كامل من المعلومات الخاصة بكيفية قضاء المستخدم لوقته على يوتيوب وما إذا كان يتعين عليه مراقبة نفسه بشكل صارم في حال كان يقضي الكثير من الوقت.
عندما يفتح المستخدمون قائمة حساباتهم في يوتيوب، سيشاهدون الآن ملفاً شخصياً محدثاً يعرض مقدار الوقت الذي شاهدوا فيه مقاطع الفيديو في ذلك اليوم واليوم السابق وخلال الأسبوع الماضي.
وكتبت الشركة على مدونتها حول الميزة الجديدة: هدفنا هو توفير فهم أفضل للوقت الذي يقضيه المستخدم على يوتيوب، حتى يتمكن من اتخاذ قرارات مستنيرة حول الطريقة التي يريد أن يستخدم يوتيوب من خلالها.
يتم احتساب هذه الإحصائيات من سجل المشاهدة الخاص بالمستخدم، لذلك إذا تم تعطيل هذا الخيار لأسباب تتعلق بالخصوصية، فليس من الواضح تماماً فيما إذا كان ذلك سيؤدي إلى تعطيل ملف المعلومات الجديد.
كما نوّهت الشركة إلى أن الاحصائيات التي يتم تقديمها للمستخدم لا تتضمن أبداً أوقات المشاهدة التي قضاها في خدمتي YouTube Music و YouTube TV.
ملف المعلومات الشخصي الجديد بالإضافة إلى ميزة التنبيهات عند الإكثار من مشاهدة الفيديو وميزة كتم الإشعارات لفترة من الوقت هي جميعها وسائل أضافتها منصة يوتيوب لمساعدة المستخدمين على محاربة الإدمان.
وبذلك تنضم يوتيوب إلى كل من جوجل وفيسبوك وآبل وإنستغرام في الجهود المبذولة لتحقيق مفهوم الرفاهية الرقمية، وقد تنضم خلال الفترة القلية المقبلة العديد من الشبكات والمنصات الأخرى حول العالم.