استطاعت شركة مايكروسوفت Microsoft تجاوز شركة آبل Apple في القيمة السوقية لأول مرة منذ ثماني سنوات، ووصلت مايكروسوفت لفترة وجيزة إلى قيمة سوقية بقيمة 812.93 مليار دولار.
الأمر الذي جعل شركة آبل خلف مايكروسوفت بقيمة 812.60 مليار دولار، وقد ساهم هذا الإنجاز بإعطاء لقب أكثر الشركات قيمةً في السوق إلى مايكروسوفت حتى لو لفترة مؤقتة.
في عام 2010، نجحت شركة آبل في اجتياز مايكروسوفت، حيث وصفت صحيفة The New York Times اللحظة بأنها نهاية حقبة وبداية المرحلة التالية.
بينما شهد سهم شركة آبل نمواً هائلاً خلال السنوات الخمس الماضية، وبلغت الشركة ذروة نجاحها المادي بوصولها إلى قيمة تريليون دولار في وقت سابق من هذا العام.
لكن الشركة تراجعت الآن في قيمتها السوقية والسبب الأساسي في ذلك هو المبيعات الضعيفة لأجهزة الآيفون الجديدة التي تم الكشف عنها مؤخراً، حيث تشكّل مبيعات أجهزة الآيفون 60% من إيرادات الشركة.
انخفاض المبيعات وحالة التخبط التي عاشتها الشركة في الأسابيع الماضية والقرارات المفاجئة التي تم اتخاذها بإعادة إنتاج نماذج قديمة مثل هاتف iPhone X ساهمت جميعها بانخفاض سعر سهم آبل بشكل واضح.
علماً أن الشركة قد قالت في وقت سابق أنها لن تكشف عن الأرقام الرسمية في مبيعات هواتف الآيفون أو أجهزة الآيباد وحواسيب الماك في المستقبل، الأمر الذي يجعل من الصعب معرفة الوضع الحقيقي للشركة فيما يتعلق بمبيعات منتجاتها.
بالمقابل كان أداء مايكروسوفت جيداً جداً في السنوات الأخيرة، مدعوماً من الثقة التي نالها Satya Nadella بعد تعيينه رئيساً تنفيذياً للشركة في شباط عام 2014.
أعاد Satya Nadella تركيز مايكروسوفت على الخدمات السحابية، وحققت شركة البرمجيات العملاقة مكاسب كبيرة مقابل شركة أمازون Amazon التي وصلت أيضاً لفترة مؤقتة إلى قيمة تريليون دولار هذا العام.
لدى مايكروسوفت أعمال متنوعة مقارنةً بغيرها من عمالقة التكنولوجيا، حيث لا يمثل نظام ويندوز و أجهزة Xbox و Surface إلا 36% فقط من إجمالي أرباح الشركة، مقارنةً بنسبة 86% من أرباح جوجل Google القادمة من الإعلانات.
فشلت مايكروسوفت بشكل واضح فيما يخص الهواتف المحمولة والأجهزة التي تعمل بنظام Windows Phone ولكن الشركة أثبتت أنها مرنة وقادرة على التكيف مع الوضع الجديد وإعادة التركيز على أمور أكثر نجاحاً من الهواتف المحمولة.
تركز الآن شركة مايكروسوفت على تقنيات المنصات المتعددة، وخدمات السحابة، والذكاء الاصطناعي، وتهدف إلى تأمين مستقبل الحوسبة الكمومية وحوسبة الواقع المختلط.
وبالطبع ستُواجه كل هذه الجهود بمنافسة شديدة من آبل وجوجل وأمازون وفيسبوك وغيرها من الشركات، لذا نتوقع أن نرى الكثير من عمليات التجاوز وتبادل المراكز في القيم السوقية في السنوات القادمة.