حسناً، أصبح من الواضح إذاً أن شركة هواوي Huawei قبل عام 2019 لن تكون أبداً مثل هواوي بعد هذا العام، حيث انقلبت حال الشركة وتغيرت بشكل كبير.
بدأت القصة مع توقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قراراً حظر فيه الشركات الأمريكية من التعامل مع هواوي أو توريد الخدمات والمنتجات إليها.
وجدت هواوي نفسها فجأة وسط أزمة كانت متوقّعة سابقاً ولكن لم يكن أحد يتوقع نتائجها، وهي الآن مهدّدة بإصدار هواتف Mate 30 القادمة بعد أيام دون خدمات جوجل Google الرئيسية وبدون تطبيقاتها.
لكن الأمر لم يقف هنا للأسف، حيث صدم رئيس هواوي الوسط التقني بتصريحات مثيرة للجدل نقلتها مجلة إيكونوميست وقال فيها أن الشركة تبحث في الوقت الحالي عن مشتري لقسم تطوير شبكات الجيل الخامس الخاص بها.
جزء كبير من الحرب التي شنّتها الحكومة الأمريكية على هواوي كانت متعلقة بعقود تركيب محطات الجيل الخامس في العديد من الدول حول العالم.
حيث حاولت الحكومة الأمريكية مراراً وتكراراً أن تؤثر على حلفائها من أجل إلغاء العقود المبرمة مع هواوي بحجة أن الشركة الصينية لها ارتباطات مع الحكومة الصينية وأن هنالك شبهات تجسس ومراقبة من خلال أجهزتها وشبكاتها.
وعلى الرغم من أن هواوي كانت قد أكّدت سابقاً بأنها مستمرة في توقيع العقود مع العديد من الجهات العالمية من أجل تركيب محطات الجيل الخامس، إلا أن تصريحات رئيسها الأخيرة ألغت كل هذه التأكيدات.
لم يذكر رئيس هواوي أن قرار الشركة مرتبط بقرارات الحظر الأخيرة، ولكن من الواضح جداً أنه لا يوجد سبب يدفع الشركة للاستغناء عن قسم هام مثل قسم شبكات الجيل الخامس إلا ذلك السبب.
حيث قال الرئيس في تصريحاته أن هنالك دراسة حالية عن المستثمر الأنسب الذي سيقوم بشراء قسم تطوير شبكات الجيل الخامس بكامل أبحاثه وتقنياته وبراءات الاختراع المسجّلة لديه، واشترط الرئيس أن يكون ذلك المستثمر من خارج آسيا.
لم يتم الكشف عن السعر الذي ستطالب فيه هواوي، لكن كلام الرئيس كان قد ألمح إلى مبلغ هائل حيث صرفت هواوي كميات كبيرة من الأموال على ذلك القسم خلال السنوات الماضية.
ولكن يبقى السؤال، هل تم إجبار الشركة على اتخاذ هذا القرار أم أنها اتخذته بمفردها؟
في الحقيقة أي من الاحتمالين السابقين يمكن أن يكون صحيح، حيث من الممكن أن يكون قد تم إجبار الشركة على تلك الخطوة من أجل الوصول إلى تسوية مع الغرب وعودة هواوي إلى الحضن الأمريكي.
كما هنالك احتمال أن عودة العلاقات مع أميركا قد وصلت إلى طريق مسدود وأن الشركة لم تعد قادرة على الفوز بعقود تركيب محطات الجيل الخامس بسبب الحظر المفروص عليها، وبالتالي فإن الانسحاب من سوق الجيل الخامس هو الحل الأفضل.
وبغض النظر عن السبب، فإن الأنظار تتجه الآن إلى وضع الشركة المتأزم والطريقة التي ستعالج بها هواوي كل تلك الأزمات المتلاحقة.