قبل سنتين، بدأ العمل على طريقة جديدة لإدخال النص تبدو وكأنها آتية من المستقبل، الأداة الجديدة كانت بإسم Tap Strap وهي تحتاج لأن يقوم المستخدم بارتدائها لتتمكن من العمل كلوحة مفاتيح لإدخال النصوص.
الآن بدأت عمليات شحن لوحة المفاتيح هذه بإسم Tap فقط، وتبدو هذه المرة مريحة بشكل أكبر مما بدت عليه قبل سنتين، حيث تظهر على شكل مجموعة من الحلقات المتصلة، ويبلغ ثمنها 150 دولار أمريكي، وهي قادرة على الاقتران مع الهاتف الشخصي أو الحاسوب من خلال البلوتوث، وتتميز ببطارية قابلة للعمل لمدة 8 ساعات، أما التحديث الكبير الذي طرأ على التصميم حديثاً هو إمكانية استخدامها كفأرة أيضاً.
لوحة المفاتيح Tap لها 5 حساسات، كل حساس خاص بإصبع من أصابع اليد الخمسة، عندما تقوم بالنقر من خلال هذه الحساسات على سطح صلب فإن لوحة المفاتيح يمكن أن تتعرف على الاصبع الذي قام بالنقر، وتحول هذه الحركة إلى نص مُدخل، علماً أن إصبع واحد فقط مخصص للأحرف الصوتية، في حين تتقاسم الأصابع الأخرى كل ما تبقى من الحروف.
من المفترض أن يستغرق تعلم الكتابة من خلال لوحة المفاتيح Tap حوالي الساعة، حيث تأتي لوحة المفاتيح هذه مع مجموعة ألعاب تساعد على التمرن والتعلم السريع لكيفية الاستخدام.
وبسبب وجود كل هذه الحساسات، فإن لوحة المفاتيح Tap يمكن أن تتعرف على حركة اليد ضمن الفراغ وبالتالي يمكن استعمالها كفأرة أو متحكّم افتراضي.
بعض السلبيات التي يمكن ملاحظتها على هذه الأداة الجديدة تتلخّص أولاً بغرابة الفكرة والتي قد لا تناسب الجميع، كما من الممكن أن تضيع فائدة استخدام اليد في عملية الكتابة خاصة وأن جميع الأصابع تكون مطوية للداخل في نفس الوقت، وكل المهارات التي اكتسبها المستخدم سابقاً في الكتابة على لوحة المفاتيح العادية لن تفيده في استخدام الأداة الجديدة وهذا ما يؤدي إلى بطء في عملية إدخال النص، فمهما كانت لوحة المفاتيح هذه مريحة بالكتابة فإنها لن تصل لمستوى الفعالية التي تقدمها أصابع اليدين العشرة عندما تنقر على أزرار لوحات المفاتيح العادية.
في نفس الوقت فإن إيجابيات الأداة الجديدة تتمثّل بعدم الحاجة لاستخدام اليدين معاً من أجل إدخال النص كما أنه لا توجد حاجة لوجود حاسوب مكتبي أو محمول للقيام بعملية الإدخال، ويصفها البعض بالفكرة المفيدة خاصةً مع وجود حواسيب أو أجهزة ذكية قابلة للارتداء، ولا ننسى أن فكرة لوحات المفاتيح المعتادة QWERTY قد أصبحت قديمة بعض الشيء، لذلك قد يكون من المفيد استخدام طرق جديدة لإدخال النصوص.
هل نتجه في طريق تحقيق حلم الحاسوب القابل للارتداء مع جميع المهام الوظيفية؟ قد لا تكون لوحة المفاتيح Tap هي الإجابة الكاملة عن هذا السؤال، ولكنها تبقى على الأقل محاولة ممتعة وتجربة جديدة لبناء المستقبل.