لا زالت أزمة هواوي Huawei مع الحكومة الامريكية تتوسع وتتفاقم لتمتد إلى دول وبلدان أخرى بعيدة عن الولايات المتحدة جغرافياً ولكنها قريبة منها في التحالفات السياسية.
إذ اتخذت الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة موقفاً عدائياً ضد شركة هواوي بتهمة أن الشركة لها ارتباطات مباشرة مع الحكومة الصينية فضلاً عن عدة تهم تجسس منسوبة إليها.
ألمانيا واحدة من الدول التي على ما يبدو تتعرض في الوقت الحالي لضغوط كبيرة من الولايات المتحدة من أجل اتخاذ نفس الموقف العدائي فيما يخص عقود تركيب وتنصيب محطات شبكات الجيل الخامس.
إذ بدأت الحكومة الألمانية بصياغة شروط جديدة للشركات التي سيكون من المقبول أن تعمل داخل ألمانيا في تركيب محطات الجيل الخامس، واعتبر البعض أن هذه الشروط تستهدف مباشرةً شركة هواوي.
في حين اتخذ بعض المسؤولين من ألمانيا مواقف مباشرة ضد هواوي مطالبين بوضع شرط للشركة التي ستركب محطات الجيل الخامس وهو أن تتبع لحكومة صديقة أو حليفة للحكومة الألمانية.
الصين من جهتها لم تقف مكتوفي الأيدي بعد أن بدأت الحكومة الألمانية بالتلميح إلى حظر الشركة الصينية داخل ألمانيا، وجاءت التهديدات على لسان السفير الصيني في ألمانيا.
إذ أكّد السفير الصيني أن بلاده سترد بالمثل على ألمانيا فيما لو تم حظر شبكات هواوي، مذكّراً الحكومة الألمانية بشركات السيارات الألمانية التي تبيع أعداداً هائلة من السيارات داخل الصين.
فضلاً عن كون الصين واحدة من الأسواق الضخمة جداً من أجل تصريف المنتجات الألمانية من مختلف الأنواع، وأشار السفير الصيني أن كل تلك المنتجات ستتأثر في حال تم حظر هواوي.
مرة أخرى لا يبدو أن أزمة هواوي والحكومة الصينية من خلفها مع الغرب ستنتهي قريباً، لا بل يبدو أنها تنتقل تدريجياً من كونها ازمة اقتصادية تجارية إلى أزمة سياسية.