يبدو أن الاتهامات التي تم توجيهها سابقاً لشركة آبل Apple بكونها شركة صديقة للحكومات صحيحة، حيث هنالك مواقف لا تعد ولا تحصى ظهرت فيها آبل خاضعة لطلبات الحكومة الصينية وفي مواقف عديدة.
لكن حديثاً، تبيّن أن الشركة غير مستعدة لإشعال خلاف مع الحكومة الروسية حيث استجابت لمطالبها وغيّرت من شكل الخريطة في تطبيق الخرائط الخاص بهواتف وأجهزة آبل.
وإذا كنت تتساءل عن الشيء الذي تغير في الخريطة فهو شبه جزيرة القرم التي ضمّتها روسيا مؤخراً وسط جدال عالمي بين مؤيد ومعارض.
لكن بالنسبة لآبل فقد اتخذت موقف المؤيد وعرضت شبه الجزيرة بصفتها أرضٍ روسيّة وذلك في تطبيقي الخرائط والطقس الخاصين بهواتف وأجهزة الشركة.
لكن هذا الأمر ينطبق على الأشخاص الذين يسكنون داخل روسيا والذين سيشاهدون شبه الجزيرة على أنها أراضي روسيّة، في حين أن بقية مستخدمي العالم سيشاهدون هذه المنطقة بصفتها منطقة محادية لا تتبع لأي دولة.
وكانت شركة آبل قد دخلت في جدال مع الحكومة الروسية قبل أشهر حول طريقة عرض شبه جزيرة القرم على تطبيقي الخرائط والطقس.
حيث اقترحت آبل في البداية أن يتم عرض المنطقة كأرض محايدة دون تحديد هوية الدولة التي تتبع لها لكن هذا الأمر لم يعجب السلطات في الروسية التي تمكّنت في نهاية المطاف من إقناع آبل بعرض المنطقة على أنها تابعة لروسيا.
جوجل Google هي الأخرى لم تكن مستعدة لخلاف مع الحكومة الروسية حيث تعرض شبه جزيرة القرم في خدمة الخرائط الشهيرة الخاصة بها على أنها أرض محايدة رغم استخدام الهجاء الروسي للأحرف مع الأسماء التي بداخلها.
أثار هذا الموضوع موجة كبيرة من الانتقادات لشركة آبل ووصفه البعض بأنه أكبر خضوع من شركة أمريكية عملاقة للحكومة الروسية.
وهم نفس المنتقدون الذين عبروا عن غضبهم من خضوع آبل للصين في أكثر من مناسبة كان آخرها إزالة علم تايوان من قائمة الرموز التعبيرية.